الاثنين 16 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

منير باهي: القباج واجهة دعائية للديموقراطية المغربية

منير باهي: القباج واجهة دعائية للديموقراطية المغربية

حين أعلن البيجيدي عن ترشيح الشيخ حماد القباج بمراكش، انفجرت الأسئلة عن هدف عبد الإله بنكيران من الدفع بهذا الوجه السلفي في معركة انتخابية بمدينة سياحية عالمية كمراكش، فاتجهت أغلب التفسيرات إلى أن الخطوة مرفوضة أصلا من الدولة، وهي ابتزاز من بنكيران لرجالاتها، وتحد سافر منه لجهاز التحكم وأزلامه.... الخ.
لكنني أرى عكس هذا تماما، فلا يمكن لعاقل مغربي أن يتصور أن بنكيران يستطيع أن يرشح أحدا لا تباركه الدولة (القصر)، وهو الذي في كل مرة يجدد ولاءه للمؤسسات وتبرؤه ممن في قلوبهم ذرة إرهاب.
فالسؤال إذاً ليس هو ما هدف عبد الإله بنكيران، بل ما هو هدف الدولة من الدفع بهذا الوجه السلفي في معركة انتخابية بمدينة سياحية عالمية كمراكش؟
الجواب في رأيي واضح: إنها الدعاية العالمية للديموقراطية المغربية.
لو حدث هذا فعلا، ستتوجه أنظار العالم إلى هذه البقعة المنتمية إلى عوالم ألف ليلة وليلة في المخيال الغربي لتختزل المغرب كله، فليس أفضل من تنافس رجل ذي بروفايل متشدد على مقعد ينوب فيه على مدينة متحررة جدا لخلق تشويق وقلق وترقب ومتابعة إعلامية تدبج فيها التقارير والمراسلات بعيدا عما يحدث في باقي البلاد. ومن المؤكد أن الدولة ستركز جهودها على تقديم الأفضل في انتخابات مراكش، وستعمل على تنزيل شعاراتها لتكون نتائجها أفضل رسالة للعالم عن الاستثناء المغربي.
ومثلما بنكيران استسلم لرجال التحكم كرئيس حكومة، فالقباج دليل على أنه استسلم لهم كرئيس حزب أيضا.