التعامل التنظيمي لحركة التوحيد والإصلاح مع نازلة "كوبل شاطئ المنصورية": الشيخ عمر بنحماد والشيخة فاطمة النجار،كان في الجملة حاسما في أمر هذه النازلة؛ رفض ما يسمى بالزواج العرفي،وجمد عضويتهما في الحركة،ليقبل لاحقا استقالة الشيخة،ويقيل الشيخ.
ولم يقف هذا التعامل عند هذا الحد،بل تفاعل مع مختلف ردود الأفعال تجاه هذه النازلة،حيث اعتبر معطياتها صحيحة وثابتة، ومسؤولية الخطأ الجسيم قائمة، ومن ثم رفض المساندة للابتلاء في غير مهام الحركة.
هذا الموقف التنظيمي الحاسم للحركة من أمر هذه النازلة،جر على رئيسها ، سيلا من انتقادات الأوساط الوهابية، بلغت مداها على لسان التكفيري أبي النعيم، الذي أخرج الشيخي من دائرة الاسلام.
لن ندخل الآن في تحليل خلفيات هذا الموقف التنظيمي، بل سنكتفي بالوقوف على اكتشاف مغاليقه من خلال تحليل/ فراسة ، أحد الوهابيين الشباب .
كتب جلال عويطا على صفحته بالفيسبوك ، بهاجس "التركيز على الدفاع على مولاي عمر وفاطمة والحركة،في وجه الظلمة المرتزقة، صناع الفجور وقادة الإرهاب ورموز الفساد وأعداء الحرية"، كتب ما يلي:
"الحركة تعاملت بذكاء مع الحادثة،وسارعت إلى إقالة الفاضلين ظاهرا،حتى يستمر البناء ولا يتوقف العمل، وتزداد قوة بهذه الضربة التي لم تمتها..ففصلوهم ظاهرا، وناصروا الفاضلين عمليا كأفراد. .وهذا حال استراتيجيات الهيآت والتنظيمات القوية في التعامل مع مثل هذه الأحداث. .بل هو من صميم العمل المؤسساتي الاحترافي.."
فحسب هذه التدوينة، فإن ما اعتبرناه موقفا حاسما لحركة التوحيد والإصلاح تجاه نازلة نائبي رئيسها، هو مجرد تكتيك ضمن ازدواجية المواقف للحركة الأصولية .
وكان جلال اعويطا قد اعتبر في تدوينة سابقة "واقعة الفاضلين مولاي عمر بنحماد، والفاضلة فاطمة النجار، المستهدف فيها هو التيار الإسلامي برمته".كما اعتبر أن "المدبر لهذه المسرحية واحد، وكتائب العلمنة وميليشيات الارتزاق، تنفذ ما تمليه عليهم سماعات الهاتف..معركة الأحرار ضد التحكم طويلة..".وطالب في هذه التدوينة بمواجهة "التحكم".
فمن يكون جلال اعويطا بهذه الفراسة وبهذه الإرادة،وهو ينحت: "كلنا بنحماد والنجار"؟
هو عضو المكتب التنفيذي للتنسيقية الوطنية لجمعيات دور القرآن المغراوية، ومشرف عام على مؤسسة عطاء الخيرية، وعلى مؤسسة مودة للتنمية الأسرية، ومدير مكتب قناة قرطبة الدولية بالمغرب، التي تنشر الوهابية بالاسبانية. وقد مر تقنيا في الاعلاميات بوزارة الأوقاف، كما ساهم على صغره،في محاولة رأب الخلاف بين المغراوي والقباج، استجابة لما يعرف بنداء مراكش.
وهو يدعو الآن الله ،بالتوفيق والسداد ،ل"الشيخ المرابط حماد القباج وكيل لائحة حزب العدالة والتنمية بدائرة النخيل كيليز بمراكش".
وكل هذا من أسرار "العمل المؤسساتي الاحترافي"، ومن"استراتيجيات الهيآت والتنظيمات القوية"،للمشارب الأصولية، في التعامل مع الأحداث، وفي مواجهة ما تسميه بالتحكم!
هل بلغت؟ اللهم فاشهد!
