كثيرة هي الأخبار التي تتقاطر على القارئ من مختلف وسائل الإعلام طيلة أشهر السنة حول جرائم التلصص الجنسي، وتحديدا تلك التي يكون مجالها فضاء الحمامات الشعبية. إذ كشف في مرات متكررة تنصيب كاميرات هناك، أو ضبط فتيات بهواتف ذكية وهن في عز تصوير مستحمات خفية. بل وفي بعض الحالات تم اقتحام منحرفين لحمامات عنوة اضطر معها لاستدعاء رجال الأمن.

إنما، وبحلول فصل الصيف، ربما يبدو أن الأمر تيسر نوعا ما على هؤلاء المهووسين برؤية العري. من خلال الشواطئ المفتوحة على مصراعيها لمعاينة كل الهيآت و"الفورمات" دون تكلف. ومع ذلك تأبى النزوة غير الطبيعية للبعض إلا أن تجرهم إلى عدم الإكتفاء بنظر العين المجردة، ولكن تجاوزه إلى الإستعانة بأعين البورطابلات المصورة لغرض التوثيق. حتى أنه انتشرت صفحات خاصة على المواقع الإجتماعية تهم هذا الشأن.

وبعد أن لوحظ بأن هواة هذا الإنزلاق الأخلاقي يميلون إلى تسجيل أشرطة لشابات بملابس سباحة من قطعتين "دو بياس"، تكثفت جهود مصالح الأمن لمحاصرة بعض المسؤولين عن تلك الأفعال، وأخر من ضبط شخص كان قد قام بتصوير مجموعة فتيات بشاطئ مارتيل. وبمجرد أن ألقي عليه القبض، أمس الأحد 21 غشت 2016، اعترف بالمنسوب إليه خاصة وقد وجد عنده ألبومات مُدينة. فكان الإقرار خياره الوحيد بكونه من الميالين لنظير هذه السلوكات على الرغم من علمه المسبق بلا أخلاقيتها.