الجمعة 17 مايو 2024
مجتمع

مقاهي "البيرمانونص".. ملاذ اضطراري للجنسين وبمقاصد متعددة

 
 
مقاهي "البيرمانونص".. ملاذ اضطراري للجنسين وبمقاصد متعددة

الساعة تشير إلى الرابعة صباحا حيث تسيطر حركة غير عادية. عيون متربصة وتتخذ من "الكونطوار" وجهة لها وهي تترقب تحضير طلبات أصحابها، والتي تتوزع بين قهوة سوداء لمقاومة السهر، و"براد الشاي" و"قهوة نص نص كبيرة" لتناول وجبة الفطور والكل بـ7 دراهم ونصف بزيادة نصف درهم عن تسعيرة النهار.

المكان بهذه المقهى لا تكاد تسمع به حسا غير حديث أصحاب الطاكسيات وتجار سوق الجملة، مقطعة بأصوات السيارات والشاحنات التي تمر في شبه سباق مع الزمن. في هذه الساعة الزمنية ضرب عبد الحليم موعدا مع هذا الفضاء الذي يفتح أبوابه 24 ساعة على 24 ساعة، وهو ما اعتبره المتحدث الذي يعمل سائق "هوندا" جزءا من برنامجه اليومي، بل مقدمة هذا البرنامج التي تزرع فيه نشاط يوم كامل من العمل و"التكرفيص". "دايرة معانا هاد القهيوة مزيان كنجيو ليها فهاد الصباح كنفطرو وبعض المرات منها كنهزو الكليان"، ويضيف بأنها المقهى الوحيدة في منطقة اسباتة التي تقدم خدمات "البيرمانونص"، مما يجعلها قبلة للعديد من الناس بمختلف مهنهم ومستوياتهم وظروفهم.

وعن هذه الأخيرة يقول النادل: "يأتي هنا الناس من جميع الأحياء ولو كانت تبعد بأزيد من نصف ساعة مشيا. أما من لديهم وسيلة نقل فيمرون من هنا بصرف النظر عن مكان سكناهم، إذ المهم أن تكون المقهى على خط مكان توجههم أو قريبة منه". هذا فضلا، يستطرد النادل، على من اضطر لظرف ما للمجئ من أجل قضاء ساعة أو ساعتين وأحيانا الليل كله بالمقهى. ولم يخف المتحدث قدوم بعض الفتيات ممن تلفظهن مقاهي وسط المدينة والعلب الليلية للاستراحة وتدخين سيجارة أو اثنتين قبل المغادرة إلى بيوتهن.