يصر السلفيون الوهابيون إلا أن يجعلوا منه الأول لا الثاني. فالرجل عندهم قاض يُحكمونه في كل شيء، كلامه ذو سلطان، وحكمه لا يلحقه بطلان. لا تجد كتابا واحدا، حتى في كتب "العلم" التي تتطلب التحقيق، إلا وابن تيمية يتكرر فيه مئات المرات من الطرة إلى الطرة، حتى إنك تتهم نفسك: أما مر في هذه الأمة غيره؟ هل الرجل معصوم إلى هذا الحد الذي يتعبد له السلفيون كما لو كانوا عباد أصنام؟. والغريب أنك تجد أمثال هؤلاء يتهكمون على الناس حين يقولون بأن الأمة كانت أمة ثراء معرفي واختلاف ومدارس. أي مدارس وليس عندكم سوى ابن تيمية صباحا ومساء؟.
أقول هذا الكلام وأنا أطالع كتابا حديثا في العقيدة الأشعرية لواحد من هؤلاء. ابن تيمية عنده قاض على الأشعري. يدخله السجن ويخرجه كما يشاء. والمؤلف راع يرعى في حقل ابن تيمية. يقول لك: وهناك كثير من العلماء ذكروا كذا وكذا عن الأشعري، منهم ابن تيمية. ولا يذكر واحدا ثانيا على الأقل لكي نعرف من هم الكثيرون هؤلاء. ثم يبدأ في التقاط الشواهد على كلامه من كتب العلماء، لكن في أسفل الصفحة لا تجد سوى مؤلفات ابن تيمية. هو بالنسبة له خلاصة العلماء، فلم الحاجة إلى ذكر آراء هؤلاء؟.
التشدد قديم، ولو عدل هؤلاء في التعامل مع ابن تيمية ووضعوه موضعه لما وصلنا لما وصلنا إليه.
كتاب الرأي