في إطار سياسة القرب من الفلاحين، أُطلقت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط OCP مبادرة “المثمر” سنة 2018، وهي نموذج تنموي فلاحي شامل يهدف إلى دعمهم من خلال عرض متكامل من الخدمات، يجمع بين حلول مبتكرة ومصممة حسب احتياجات كل منطقة.
طموح البرنامج هو المساهمة في بناء أنظمة غذائية مستدامة وشاملة وقادرة على الصمود، تعمل على الرفع من الإنتاج، وحماية الموارد الطبيعية، وتعزيز المرونة الاجتماعية والاقتصادية لدى الفلاحين والفلاحات.
وتغطي حلول “المثمر” مختلف مراحل سلسلة القيمة الفلاحية:
من صحة التربة والتخصيب المعقلن والموجه، إلى نقل التكنولوجيا، والزراعة المحافظة على البيئة، وترشيد استعمال المياه، والمكننة المستدامة، وربط الفلاحين بالأسواق.
يقوم البرنامج على مقاربة علمية وتشاركية، تنفذها فرق ميدانية تعمل بالقرب من الفلاحين والفلاحات، في علاقة مبنية على الثقة والتعاون مع المجتمعات المحلية.
إلى اليوم، يواكب البرنامج بشكل مباشر أكثر من 40 ألف فلاح وفلاحة، ويصل تأثيره بشكل غير مباشر إلى أكثر من 540 ألف مستفيد عبر الحلول الرقمية.
برنامج ElleMoutmir: تمكين النساء القرويات
يُعنى برنامج ElleMoutmir بتمكين النساء القرويات في المغرب، من خلال تعزيز مهاراتهن الفلاحية والريادية.
ويسعى هذا البرنامج إلى جعل المرأة فاعلاً رئيسياً في التغيير داخل مجتمعاتها، عبر المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القدرة على الصمود.
مهمة البرنامج هي منح النساء القرويات الوسائل التي تخول لهن القيادة والابتكار في المجال الفلاحي، من خلال تزويدهن بالمعرفة والأدوات اللازمة لتقليص الفوارق بين الجنسين، وتحسين الدخل الأسري، وضمان الأمن الغذائي، مع الحفاظ على البيئة.
ومن خلال تزويد النساء بالمهارات والموارد المناسبة، يساعد “ElleMoutmir” المشاركات على التكيف مع آثار التغير المناخي والتخفيف منها، ويساهم في الوقت ذاته في تعزيز الأمن الغذائي.
ويستهدف البرنامج أربع فئات رئيسية:
1. النساء الفلاحات
2. النساء البائعات للمدخلات الفلاحية
3. التعاونيات النسائية
4. القيادات النسائية الشابة
تقوم مجموعة OCP على قناعات راسخة تؤطر رؤيتها لتنمية العالم القروي وتمكين المرأة. فالمجموعة تؤمن أولاً بأن تنمية المناطق القروية لا يمكن أن تتحقق دون النساء، باعتبارهن ركيزة أساسية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي المحلي. ومن هذا المنطلق، ترى أن تمكين المرأة ليس مجرد مشروع مؤقت، بل هو مسار مستمر تشارك فيه النساء والرجال معًا، بهدف بناء قدرات النساء على تحديد وتحقيق أهدافهن التنموية.
كما تؤكد المجموعة أن أي مبادرة لتمكين المرأة لا يمكن أن تترك أثرًا حقيقيًا ما لم تكن مصممة محليًا، ومستدامة على المدى الطويل، وقائمة على المشاركة الفعلية للمستفيدات. وفي هذا الإطار، تلعب فرق نقل التكنولوجيا دورًا حاسمًا في دعم هذا التحول، من خلال تغيير الممارسات الزراعية نحو مزيد من التنوع والإنصاف والشمول.
برنامج التكوين وتقوية القدرات
يقدم “ElleMoutmir” عروضًا متعددة ومتكاملة لتقوية قدرات النساء في تبني ممارسات زراعية مستدامة.
وتُنفذ هذه البرامج على يد فرق ميدانية متخصصة، تعيش وسط المجتمعات القروية وتعمل بشراكة مع فاعلين محليين.
يرتكز البرنامج على خمسة محاور استراتيجية:
1. تحاليل التربة لتحسين خصوبتها.
2. تكوينات تجمع بين النظرية والتطبيق عبر مدارس الحقول والقطع التجريبية.
3. إشراك القيادات المحلية لضمان استمرارية الأثر.
4. الابتكار المستمر في طرق العمل بما يلائم خصوصيات كل منطقة.
5. تعميم الأثر عبر الرقمنة ونقل التكنولوجيا، مع جذب الشباب نحو الفلاحة الحديثة.
الحلول الرقمية للمثمر
@tmar:
تطبيق يقدم نصائح فلاحية شاملة، من التسميد إلى متابعة المحاصيل
والأسعار والأحوال الجوية.
منصة “التكوين عن بُعد”: تتيح للنساء في المناطق البعيدة فرصة التكوين والمواكبة الرقمية، بهدف تقليص الفجوة الرقمية.
Agripedia: موسوعة رقمية للممارسات الفلاحية الجيدة، تقدم المعلومات بطريقة بصرية ومبسطة.
T@swiq: منصة رقمية تربط الفلاحين بالأسواق وتفتح أمامهم منافذ تسويقية جديدة.
مجتمعات الممارسة النسائية
في إطار إستراتيجية “المثمر” لتبادل المعرفة، تم إطلاق “مجتمعات الممارسة” سنة 2024، وهي شبكات لتقاسم الخبرات والتعلم الجماعي بين النساء الفلاحات.
تُعد تجربة إحسان حمودان، رئيسة تعاونية “بيوصاليم”، مثالاً بارزًا على هذا التعاون، إذ شاركت تجربتها في زراعة الدخن (السورغو) ووزعت البذور على نساء من ست مناطق مغربية، مما خلق سلسلة من التضامن والإنتاج المشترك. إنها تجسيد حي للذكاء الجماعي وتقاسم المعرفة.
حصيلة وأرقام
26 امرأة بائعة للمدخلات الزراعية مدعومة
1000 امرأة فلاحـة مستفيدة
1000 تحليل للتربة
400+ تعاونية نسائية مؤطرة
200 شابة قيادية مرافقة
تشبيك واتصال مباشر بالأسواق عبر منصة T@swiq
اليوم الدولي للمرأة القروية
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة القروية، نظمت فرق “المثمر” لقاءً تحت شعار:
“التعاونيات النسائية: القوة الجماعية من أجل فلاحة مستدامة وشاملة في إفريقيا”، يوم 13 أكتوبر في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببنجرير.
يسعى هذا الحدث إلى إبراز الدور المحوري للنساء القرويات في الفلاحة والأمن الغذائي والابتكار الاجتماعي، والتأكيد على أهمية التعاونيات النسائية كرافعة للتمكين الاقتصادي والتضامن.
وشهد اللقاء مشاركة باحثين، ومسؤولين مؤسساتيين، وممثلي منظمات دولية، وفلاحات، وتعاونيات في نقاشات وتبادل خبرات، إلى جانب تسليم جوائز “المثمر” تكريمًا لمسارات نسائية ملهمة.