في كل افتتاحيات توفيق بوعشرين الصادرة على جريدته الورقية وعلى موقعه الإلكتروني، لا نقرأ فيها إلا بوعشرين الناصح، بوعشرين الواعظ، بوعشرين الذي لا يريد إلا الخير للبلاد وللعباد عبر بناء ديمقراطي والنهوض بالقيم المرتبطة به كالمساواة والعدل والحرية والكرامة والتسامح.. بل أعطى لنفسه رتبة الشيخ، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وأنه رجل الإعلام الوحيد ، القادر على الجهر بالحقيقة ولسانه لا ينطق إلا بالحق، بل حتى حينما يُمازح، لا يقول إلا حَقا.
لكن أعظم مصائب الجهل، أن يجهل الواعظ جرائمه وممارساته، فبعد كل هذه المدة التي انخرط فيها في المشروع القطري والتركي من أجل إيصاله إلى بر الأمان، انكشف المستور وسقط قناع التقية الذي كان يتستر به، بعد عثور الأجهزة الأمنية على أشرطة فيديو داخل مكتبه توثق لغزوة جنسية، اقترفها في حق ضعيفات من صحافيات ومستخدمات إمبراطوريته الإعلامية.. فتصاريح المشتكيات لذى الضابطة القضائية، تفضح الصحافي "اللامع" الذي يتحول ما بعد الخامسة مساء إلى وحش آدمي، يتجرد من كل القيم الأخلاقية ومن إنسانيته المزعومة، فيفترس كل من دخل إلى مكتبه منهن، عبر ممارسته للجنس عليهن بالقوة، كانوا متزوجات أو غير متزوجات، وحتى الحوامل الحوائض منهن لم يسلمن من وحشيته.
فالسعار الجنسي الذي انتاب صحافي الإخوان، ودفعه إلى أن يرتكب ما ارتكبه في غزوته الجنسية الموثقة بأشرطة فيديو، أسقط كل الأقنعة المزيفة التي كان يتستر بها، وكذب كل ما كان يحاضر به في افتتاحياته، وضرب كل تحاليلها المزعومة، بعشر إصابات لصفر، بل أخرج بعض أصحاب النيات "العوجة" من جحورهم، وخلع عنهم جلابيب التقوى، التي كانوا يتسترون بها، ليصطفوا إلى جانب وحشية المتهم، التي تدينها جميع الديانات السماوية، فمنهم من برأه، بحجة أن جهات داخل الدولة هي التي من دبرت "المؤامرة" على حد تعبيرهم، بينما ذهب فقيه من فقهاء نشر الحروب في الوطن العربي (الريسوني) إلى حد وصفه بالصحافي "اللامع"، وما زاد الطين بلة، لما اتهم المشتكيات، أي ضحاياه، باغتصاب شرفه وعرضه، مساندا ومدعما لغزوته الجنسية بدون خجل .
فهذا هو حال هؤلاء الذين يتخذون من الدين ستارا، مستغلينه أقبح استغلال، فيدينون البريء ويبرئون المدان.. فلولا الفيديوهات، التي توثق غزوة بوعشرين الجنسية، لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، لأنهم يجيدون لعب دور الضحية التي تعاني من الظلم والقهر، عبر إيهام المتتبع على أنهم من عامة الناس ومن الطبقة الشعبية.