... ولم يجد الرئيس الأمريكي ترامب أدنى حرج في إعلان إمكانية انسحاب أو سحب جنده من سوريا، وأكثر من ذلك، فقد أعلن أن بقاء جنده هناك مرهون بأداء السعودية للكلفة المالية اللازمة... كلفة لن تنقص ريالا واحدا عن أربع ملايارات من الدولارات، وذلك ليس بالعسير ولا الكثير على السعودية – حسب تقديره وهو العارف بخزائن آل سعود -. نعم ترامب يبتز علانية الدول العربية ودول الخليج والسعودية... هو يبتزهم كي يحميهم من أنفسهم ومن إخوانهم ومن عشيرتهم ومن الفرس في إيران ومن إسرائيل ومن تركيا ومن الجن ومن الشيطان ... ويعدهم بجنة الخلد في الحكم و يتكفل هو بسحب أموال البترول الماضية في التناقص.
ترامب يعلنها صراحة، فأمريكا أولا، ولا شيء غير أمريكا.. هي براغماتية على منوال سيرة رعاة البقر والذي يجسدهم ترامب كآخر مبعوث بعث فيهم كي يعيد لأمركا مجد الاستحواذ على خيرات وتاريخ الآخر، والدور على العرب وعلى السعودية الأكثر سخاء مع راعي بقر البيت الأبيض.
وقبل الإعلان عن وضع الكلفة المالية للجيوش الأمريكية بسوريا على حساب السعودية، قدم ترامب وعلى الشاشة "كاتالوغ" مصور لأسلحة تود السعودية شراءها من أمريكا، هو كان يعرضها مصورة أمام ابن سلمان – وابن سلمان يضحك أو يفتعل الضحك أمام الشاشة – كان ترامب يعرضها قطعة قطعة وبأثمنتها التفضيلية، كأنه يبيع الحلوى للأطفال. وعلق بعدها أن مجموع الحساب لن يكلف السعودية كثيرا..
وبالمقابل، وضعية السعودية وأمريكا في حرب سوريا غير مطمئنة، وروسيا وإيران وتركيا ونظام الأسد في الطريق إلى حسم الحرب لصالحهم، وأمريكا باعت الأكراد كما تبيع قطع الأسلحة، ولا إستراتيجية ترتضيها حاليا في صراع سوريا. فقط تطمح في إرضاء إسرائيل وتأمين وجودها وحدودها وهيمنتها، ولن يجد ترامب صعوبات كثيرة في ذلك في سياق صفقة القرن التي بات ولي عهد السعودية يسوقها بإعلانه حق إسرائيل في العيش بسلام على أراضيها...