الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

كريم مولاي: هذه هي أسباب التصعيد الجزائري ضد المغرب عبر المنطقة العازلة في الصحراء

كريم مولاي: هذه هي أسباب التصعيد الجزائري ضد المغرب عبر المنطقة العازلة في الصحراء كريم مولاي، ضابط سابق في المخابرات الجزائرية
يُبسط، كريم مولاي، الخبير الأمني، والضابط السابق في المخابرات الجزائرية، في هذه المقال التحليلي، الذي خص به "أنفاس بريس"، عناصر وأسباب التوتر خلف " الجدار العازل" في الصحراء المغربية، و يبرز كيف خاضت البوليزاريو حربا مع المغرب نيابة عن النظام الجزائري. و في ما يلي ورقة كريم مولاي:
عاد التوتر ليخيم على سماء العلاقات المغربية - الجزائرية المأزومة أصلا، بعد أن دفع النظام الجزائري عناصر البوليساريو المسلحين إلى اختراق المنطقة العازلة، في خطوة استفزازية هدفها الظاهري جس نبض المغرب، المنشغل بمشاريعه التنموية داخليا وبإعادة رسم خارطة علاقاته الإفريقية والدولية خارجيا، فضلا عن منافسته لقوى عظمى حول شرف استضافة تصفيات كأس العالم لكرة القدم عام 2026.
ولقد تزامن ذلك مع مراوغة إعلامية عندما أصدر النظام الجزائري مرسوما رئاسيا بالوقوف مع المغرب في حملته لاستضافة كاس العالم، في مناورة مكشوفة سرعان ما تبين أن هدفها ابتزاز الرباط في تحديد مصير الصحراء.
وهي مراوغة تأتي بعد حروب ديبلوماسية خاضها قادة البوليساريو نيابة عن نظام الحكم الجزائري في محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري الأوروبية مع المغربية، ومحاولة استثناء المياه الصحراوية من هذا الاتفاق، ثم الضغط على بعض الدول الإفريقية لمنع تصدير الفوسفات الصحراوي إلى أوروبا..
هذه كلها خطوات مكشوفة، وان كان المخفي من سياسة العداء التي تمارسها العصابة الحاكمة أشد وأمر حتى وان كان ذلك على حساب سيادة البلاد، وفتح حدودها أمام المارينز الأمريكي تحت شعار الحرب الكونية على الإرهاب بينما الحقيقة أنها جزء من فاتورة الدعم الأمريكي للنظام الحاكم في الجزائر حتى لو كان على حساب سيادة الجزائر وأمنها واستقرارها.
ربما الرسالة الأهم ضمن مسار التصعيد الأخير الذي تحاول جبهة البوليساريو تنفيذه على الأرض باختراق المنطقة العازلة، والدفع باتجاه الحرب مع المغرب، هي إشعار العالم وأوروبا تحديدا بأن استقرار المغرب مهزوز، وأن الحرب التي توقفت عام 1991 بوساطة أممية يمكنها أن تشتعل في أي لحظة.
إشعال الحرب، بالرغم من أنه قرار مكلف للجميع، لكن نتائجه ستكون أشد وطأة بالنسبة للمغرب، إذ أن المعارك ستجري على أرضه وأيضاً بمواطنيه في الجهتين. ثم إن تداعياتها الاقتصادية لجهة الاستثمار الخارجي والسياحة ستكون باهظة، لهذا يأتي تحرك البوليساريو المدعوم من النظام الجزائري.
ومن المفارقات العجيبة أنه بينما كان وزير الخارجية المغربي في نيويورك وواشنطن يدافع عن وحدة بلاده الترابية، كان وزير الخارجية الجزائري يستضيف في الجزائر؛ وفدا أمريكيا لبحث سبل معالجة ملفات المنطقة وترسيخ علاقات الجزائر مع الولايات المتحدة.
الخلاف المغربي الجزائري ليس وليد الْيَوْمَ، ولقد كنت شاهدا على كثير من محطاته الرئيسيّة لا سيما تلك المتصلة بالسبب المباشر لإغلاق الحدود البرية بين البلدين، لكن التصعيد الْيَوْمَ يأتي في ظروف مغايرة ولأهداف مختلفة، يحركها دافع غيرة سياسية واقتصادية، نجح من خلالها المغرب الأقصى رغم شُح موارده من التأسيس لبنية تحتية متطورة، وعجز النظام الجزائري مع كل ما يملكه من موارد اقتصادية تحت الأرض، ليس في التأسيس لبنية تحتية، وإنما في تأمين العيش الكريم لشعبه.