الخميس 2 مايو 2024
مجتمع

الجديدة.. مدينة نجحت في استقطاب المهرجانات وفشلت في تجهيز بنيتها التحتية

الجديدة.. مدينة نجحت في استقطاب المهرجانات وفشلت في تجهيز بنيتها التحتية

" ليس من رأى كمن سمع "، ينطبق هذا القول على واقع حال عاصمة دكالة الشاطئية مدينة الجديدة، التي تغرق في مستنقع الأزبال والنفايات والعشوائية والظلام وتأن تحت وطأة الاكتظاظ ونحن في دروة صيف 2016 ، وعلى بعد مسافة ضيقة من احتضان مؤتمر مراكش البيئي كوب 22 .

الجديدة التي أضحت وجهة وقبلة للزوار وللسياحة الداخلية والخارجية وهي تستقبل أمواجا عاتية من المتعطشين للاستجمام بمتعة البحر، ومعانقة منصات السهرات والاستمتاع بلمة خيول وفرسان الوطن بموسم مولاي عبد الله أمغار، وصالون الفرس الذي سيكتسي هذه السنة حلة جديدة ويستعد لإطلاق النسخة الأولى من منافسات كأس محمد السادس للتبوريدة، عاصمة دكالة تعتبر الملجأ الوحيد والمتنفس الساحلي الذي استقطب هذه السنة أضخم موجة بشرية للإقامة بعد أن استقطبتهم مهرجانات شريط الساحل بداية بجماعة المهارزة الساحل مرورا بالبير الجديد، ثم سيدي رحال، ومريزيكة، ثم مولاي عبد الله، فضلا عن سهرات مهرجان جوهرة، مما حول المنطقة إلى عكاظ ثقافي وفني وتواصلي لكن بالمقابل عرت الحركة الاجتماعية المتدفقة على المدينة واقع البنية التحتية الاستقبالية وعجز المسئولين عن ابتكار وإبداع طرق وسبل جديدة للتخفيف من الضغط الحاصل والاستفادة من موقعها السياحي.

"شوف خويا الجديدة زوينة ولكن المسئولين لا يبدعون في طرق تدبير مجالها ومحيطها، والمنتخبون لا يبحثون سوى على الارتقاء عبر سلم الفساد والاستفادة من ريعها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي" يقول علي (طبيب) وهو يلوح بيديه نحو نقط سوداء تراكمت فيها كل أشكال النفايات وبقع عصير الأزبال، وبقايا مأكولات تملأ روائحها الكريهة شوارع المدينة دون أن تقوم الجهات الوصية بتقديم خدماتها في هذا الشأن، وتساءل "هل الانتخابات التشريعية جعلت المسئولين والمؤسسات المنتخبة يتساهلون مع تنامي ظاهرة العشوائية، وترك الأمور لحالها دون تدخل حتى يضمنوا أصواتا مخضبة برائحة الأزبال، والفساد والنشل....؟؟". هكذا تحدث علي وهو يفرك يديه حسرة على زمن التراجعات مؤكدا على مجموعة من النقط السوداء التي تداس فيها كرامة المواطن المغربي سواء مقيم بالجديدة أو زائرا عابرا أو سائحا يبحث عن المتعة الثقافية والتراثية بالمنطقة. "أنظر إلى عشوائية التنظيم كقاسم مشترك في محطات طاكسيات الكبرى، وما يقع هنا بمحطة الحافلات، والانتشار السريع للعديد من المقاهي المتنقلة التي تقدم وجباتها الشريعة دون مراقبة، وانعدام المرافق الصحية،..."، وأضاف ذات المتحدث لـ "أنفاس بريس" قائلا "نحن لا نبخس عمل المؤسسات المنتخبة بالإقليم، فعلا فالشارع الرئيسي بالجديدة عرف هيكلة نموذجية من طرف الجماعة عبر طريق الدار البيضاء إلى حدود مسرح عفيفي، لكن الصور السوداء التي تخترق ذهن الزائر تسجل التدني الحاصل على المستوى البيئي، حيث غرق ذات الشارع في الأزبال المنتشرة فوق طواراته". هذا وطالب نفس المتحدث من الجهات الوصية بضرورة التعجيل بنقل فضاء المحطة الطرقية خارج وسط المدينة الذي يختنق بفعل وسائل النقل قائلا "حتى المهنيين يعانون إسوة مع المسافرين من ظاهرة الاختناق بالمحطة الطرقية، دون الحديث عن الإزعاج الذي يطال ساكنة محيط المحطة، التي تحولت لبؤرة فساد ونشل وتصادم بين مختلف الشرائح الاجتماعية". وختم تصريحه لـ " أنفاس بريس " مستفسرا عن حالة الظلام الدامس الذي يعرفه كرنيش البحر بمدينة الجديدة "تصور معي هناك أكثر من 20 % من المصابيح غير مشغلة وكأن القائمين على شأن الجديدة لا يهمهم أمن وسلامة المواطنين خلال صيف 2016 ".

" أنفاس بريس " زارت موسم مولاي عبد الله كذلك، حيث أكد العديد من الزوار أن الموسم يحتاج إلى الزيادة في عدد المرافق الصحية، والتنظيم المحكم لتصفيف خيم الفرسان والمصطافين والزائرين، والتعامل بصرامة مع الجانب البيئي الذي أغرق الشاطئ بفعل انتشار الأزبال والنفايات، مما قد يتسبب في أوبئة جراء انتشار جحافل الذباب والباعوض، "بعض المسؤولين يرون في مولاي عبد الله خزان للأصوات الانتخابية، لذلك فهم غير قادرين على فرض تصور جديد يخرج الموسم من العبث والعشوائية" يقول أحد الفرسان الذي انتقد بشدة استغلال مولاي عبد الله سياسويا.

ولن نخفي تفاعل زوار شاطئ سيدي بوزيد مع الهيكلة الجديدة للشارع الرئيسي بمنطقة سيدي بوزيد لكنهم أكدوا لـ "أنفاس بريس" على ضرورة إتمام أشغاله وإصلاحه بشراكة مع جماعة الجديدة ليصل إلى عمق المدينة، وتكتمل عملية التواصل بين أطراف جسم منطقة عاصمة دكالة السياحية التي يحسب للطبقة المتوسطة دورة الحياة فيها وخلق رواج اقتصادي جد متميز خلال كل صيف.