ما يجمع بنحمزة والنهاري والريسوني حسب هذه الصورة المعممة في الفضاء الأزرق، هو أن :"هؤلاء الشيوخ وقفوا في علمنة المغرب"،و"لولاهم لأصبح المغرب مثل تركيا اتاتورك" !
بصرف النظر عن تباين مواقع المسؤولية،يجمع بينهم الكثير؛ فهم في موقع المناهضة لمرجعية إمارة المؤمنين، والمزايدة عليها في تأطير تدين المغاربة، وضمان أمنهم الروحي.
وهم في موقع الإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين،بما يعني هذا الانتماء من امتثال أعمى لشيخهم القرضاوي،وقد رأينا مصطفى بنحمزة برغم انتمائه للمؤسسة العلمية،يقاطع اجتماع هذه المؤسسة للرد على القرضاوي لما ألحق المغرب بالأقليات المسلمة بأوروبا، في جواز الاقتراض للسكنى،ليمكث في وجدة للحديث في مساجدها عن مناقب القرضاوي.
وقد دعمت أذرع الأصوليين هذا العصيان، بالانتصار آنذاك لفتوى القرضاوي المتطاولة على وظيفة مرجعية إمارة المؤمنين في المغرب.
من هنا تحمل هذه الصورة المعممة في الفضاء الأزرق على القيمين الدينين، دلالتها العميقة بالنسبة للجهة التي نصبت نفسها وصية على ضمير الأمة في المغرب.
ومن بؤس هذا المسعى أن يرى في مغرب إمارة المؤمنين، تركيا أتاتورك، لا لشيء سوى وجود حزب العدالة والتنمية هنا وهناك.
ولعل هذا الاختزال هو ما يعمي البصر والبصيرة هنا وهناك، من خلال السعي باسم صناديق الاقتراع الانقلاب على أسس الدولة هنا وهناك!
ومع ذلك، لن نحتاج الى التأكيد بأن أفق المغرب الرحب لن يقبل الارتهان لهذا الاختزال!