بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على عرش أسلافه المنعمين، تستحضر الأمة المغربية بكل فخر واعتزاز الإنجازات الكبرى التي تحققت في مختلف المجالات، وفي طليعتها الحقل الديني، الذي أولاه جلالته عناية خاصة ومكانة مركزية ضمن مشروعه الحضاري الشامل، فمنذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، أكد جلالته باستمرار على أهمية الدين في صيانة هوية الأمة، وترسيخ وحدتها، وتحقيق أمنها الروحي والفكري، حيث شكلت مؤسسة إمارة المؤمنين تحت قيادته الرشيدة الضامن الأسمى لحماية الثوابت الدينية للمملكة، المتمثلة في العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني السمح.
وقد باشر جلالة الملك إصلاحًا عميقًا وشاملًا لبنية الحقل الديني، بما يستجيب لحاجات العصر ويحافظ في الوقت ذاته على أصالة المرجعية المغربية. وتمثلت أبرز معالم هذا الإصلاح في إعادة تنظيم المجالس العلمية، وتحديث وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتفعيل دور العلماء في التوجيه والإرشاد، مع إرساء ضوابط واضحة للفتوى عبر المجلس العلمي الأعلى الذي يتولى الإشراف المباشر على الشأن الديني بإمارة جلالته، كما حرص الملك محمد السادس على تكوين جيل جديد من الأئمة والمرشدين والمرشدات، من خلال إحداث معهد محمد السادس لتكوين الأئمة، الذي أصبح قبلة لطلبة العلم من مختلف دول إفريقيا وأوروبا، بالنظر إلى جودة مناهجه واعتماده على الوسطية والاعتدال منهجًا وأسلوبًا.
وفي إطار دعمه المتواصل للقيم الإسلامية الأصيلة، عمل جلالته على تحفيز حفظة كتاب الله، من خلال تنظيم مسابقات وطنية ودولية، وتقديم جوائز محمد السادس للقرآن الكريم والحديث الشريف، وتشجيع الكتاتيب القرآنية، كما واصل اهتمامه الكبير بالمساجد والزوايا من حيث البناء والترميم والتأهيل، حتى أصبحت بيوت الله منارات إشعاع تربوي وروحي في مختلف ربوع المملكة. أما التعليم العتيق، فقد نال نصيبًا وافرًا من العناية والرعاية كذلك، عبر تنظيمه وتحديث برامجه، ودعمه ليظل رافدًا أساسيًا من روافد التربية الدينية الأصيلة.
وقد باشر جلالة الملك إصلاحًا عميقًا وشاملًا لبنية الحقل الديني، بما يستجيب لحاجات العصر ويحافظ في الوقت ذاته على أصالة المرجعية المغربية. وتمثلت أبرز معالم هذا الإصلاح في إعادة تنظيم المجالس العلمية، وتحديث وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتفعيل دور العلماء في التوجيه والإرشاد، مع إرساء ضوابط واضحة للفتوى عبر المجلس العلمي الأعلى الذي يتولى الإشراف المباشر على الشأن الديني بإمارة جلالته، كما حرص الملك محمد السادس على تكوين جيل جديد من الأئمة والمرشدين والمرشدات، من خلال إحداث معهد محمد السادس لتكوين الأئمة، الذي أصبح قبلة لطلبة العلم من مختلف دول إفريقيا وأوروبا، بالنظر إلى جودة مناهجه واعتماده على الوسطية والاعتدال منهجًا وأسلوبًا.
وفي إطار دعمه المتواصل للقيم الإسلامية الأصيلة، عمل جلالته على تحفيز حفظة كتاب الله، من خلال تنظيم مسابقات وطنية ودولية، وتقديم جوائز محمد السادس للقرآن الكريم والحديث الشريف، وتشجيع الكتاتيب القرآنية، كما واصل اهتمامه الكبير بالمساجد والزوايا من حيث البناء والترميم والتأهيل، حتى أصبحت بيوت الله منارات إشعاع تربوي وروحي في مختلف ربوع المملكة. أما التعليم العتيق، فقد نال نصيبًا وافرًا من العناية والرعاية كذلك، عبر تنظيمه وتحديث برامجه، ودعمه ليظل رافدًا أساسيًا من روافد التربية الدينية الأصيلة.

وقد تجاوزت السياسة الدينية لجلالة الملك حدود المملكة، لتشمل عمق المغرب الإفريقي، وذلك من خلال إرساء نموذج ديني إفريقي متكامل، قائم على الاعتدال والتعاون الروحي، عبر إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، واستقبال وتكوين الأئمة من بلدان الساحل وغرب إفريقيا، وتوقيع شراكات استراتيجية لنقل التجربة المغربية في تدبير الشأن الديني، بما يعزز وحدة الصف ويواجه خطاب الغلو والتطرف.
وهكذا، فقد شكلت السياسة الدينية لجلالة الملك محمد السادس ركيزة أساسية في تثبيت الأمن الروحي للمواطنين، وترسيخ الهوية الإسلامية المغربية، وتعزيز الإشعاع الحضاري للمملكة إقليميًا ودوليًا، حيث أصبح المغرب نموذجًا يحتذى به في التوفيق بين الأصالة والمعاصرة، وبين الثوابت والمتغيرات، وبهذه المناسبة الغالية، يتجدد ولاء المغاربة في الداخل والخارج لجلالته، سائلين الله أن يبارك في عمره، ويحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب .
الصادق أحمد العثماني، أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية