الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

بعد أن جعلوا من الخلود في الكراسي قضية حياة أو موت: زعماء أحزاب أم مسامير جحا؟!

بعد أن جعلوا من الخلود في الكراسي قضية حياة أو موت: زعماء أحزاب أم مسامير جحا؟! من اليمين: نبيل بنعبد الله، إلياس العماري، سعد الدين العثماني، امحند العنصر، إدريس لشكر

ما إن يتم الإعلان عن موعد انعقاد المؤتمر الوطني لحزب سياسي في المغرب حتى تنتصب الصراعات والتجاذبات والنقاشات الساخنة، والتي لا تشكل البرامج والأفكار والرؤى والتصورات وانشغالات المواطن جوهرها الأساسي في معظم الأحيان، حيث تطغى رهانات التموقع والصراع من أجل كسب كرسي الأمانة العامة للحزب أو عضوية المكتب السياسي، ويجري التسابق بين مختلف الفرقاء المتصارعين بمختلف الطرق المشروعة منها وغير المشروعة، وتطفو على السطح المناورات والدسائس وحرب الإشاعات، في ظل ضعف الآليات الديمقراطية لتصريف الصراعات الداخلية، وغياب الثقافة الديمقراطية وسط حديث عن استقالة الأحزاب من مهام التأطير والتربية على الديمقراطية..

في حين يرى بعض المراقبين أن الأزمة التي تعاني منها الأحزاب مرتبطة بالوضع السياسي العام الذي تعيشه البلاد، وغياب تقاليد ديمقراطية، وافتقاد المواطن الى التربية على الديمقراطية، بدءا من الأسرة، مرورا بالمدرسة، ووصولا إلى الهيآت التمثيلية.

وبالتالي فالأحزاب ما هي إلا جزء من هذه البنية، ومن ثمة لما تنعقد مؤتمرات الأحزاب التي تعد فرصة للتداول على المسؤوليات وتجديد النخب وفسح المجال أمام الشباب تبرز بقوة هذه الحمولة السياسية والثقافية الجارفة، وهو ما ينعكس على أجواء المؤتمرات التي، وبدل من أن تكون محطة لصراع الأفكار وتدافع البرامج والتوجهات، تتحول إلى محطة للصراع من أجل الكراسي والمسؤوليات التي تعتبر في أعين الكثيرين مصدرا للريع ومراكمة الثروة.. وهو ما نجم عنه مشهد حزبي فوضوي وغير متجانس، حيث برزت في الواجهة "أحزاب الأشخاص" بدل أحزاب المؤسسات، وسط حديث عن هيمنة لوبيات على مراكز صنع القرار داخل بعض الأحزاب السياسية وافتقاد بعضها للإستقلالية مما جعل من الصعب مقاربة النظام الحزبي بالمغرب انطلاقا من التصنيفات الكلاسيكية للأحزاب في علم السياسية (يمين ويسار/ أحزاب النخبة وأحزاب الجماهير)، كما أضحت وظائف الأحزاب السياسية في المغرب على المحك في ظل نفور المواطن من السياسة ومن الانخراط في الأحزاب، وعجزها عن تأطير مناضليها وتربيتهم على قيم الديمقراطية والاختلاف والإيمان بالمؤسسات، علما أن أحد أهم وظائف الأحزاب السياسية هو تنمية المشاركة السياسية .

موضوع حاولت "الوطن الآن" مقاربته في غلاف هذا الأسبوع تحت عنوان "أحزاب سياسية أم مسامير جحا؟"، والذي يتضمن تصريحات قادة أحزاب من تلاوين سياسية مختلفة، بالإضافة إلى مقالات تحليلية تركز على أزمة العمل الحزبي وعجز الأحزاب عن كسب رهان الديمقراطية الداخلية .