هل استطاعت حكومة بنكيران أن تربح الجولة الاولى من تحديها وتعنتها بتمرير قوانينها الخاصة بما تسميه إصلاح التقاعد وذلك بعدما تم التصويت عليها بالغرفة الثانية بالبرلمان ؟وهل استطاعت الأغلبية بقيادة "البيجيدي" اختراق الجبهة النقابية ، وتكسير تحالفها بعد انسحاب بعض أطرافها وامتناع بعضها الآخر من التصويت؟في عملية اعتبرها بعض المتتبعين بالصفقة المشبوهة ؟ أسئلة يقرؤها ويحلل أبعادها فؤاد الجعيدي عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتكوينالمهني التابعة للاتحاد المغربي للشغل في الورقة التالية التي عنونها بسقو ط الأقنعة :
بالتصويت على قانون التقاعد بالمغرب،والذي أسال مدادا كثيرا وشهد صراعا قويا،يكون القناع قد سقط عن القناع.فالحكومة ذات الأغلبية الملتحية قد توفقت في تعلم الحلاقة في رؤوس الأيتام والتي ستظل قفشات السيد رئيس الحكومة شاهدة عليها ولم يستحي حتى في استخدام الخطاب الجنسي للتعبير عن قوة فحولته.
لقد توفق أيضا في جذب الثور من قرنيه والذهاب به لغرفة المستشارين لتمرير السكين عليه من الوريد إلى الوريد كما يفعل هذه الأيام الداعشيون الجدد والذين لا يؤمنون بفضائل الحوار ولا الاستقرار الاجتماعي.
ما حدث بغرفة المستشارين في التصويت على القانون يكشف حقيقة واحدة مفادها أن الرأسمال الوطني الذي يجد تعبيره الطبقي في الدفاع عن مصالحه والمتمثل في الكنفدرالية العامة للمقاولات بالمغرب استطاع عبر امتداداته في الأحزاب السياسية والنقابات الحزبية،أن يمرر القانون.
حزب الاستقلال والذي ظل يمارس تسخيناته في المعارضة غير البناءة دفع بدرعه النقابي للارتماء في أحضان مخطط العدالة والتنمية المتعارض مع مصالح الطبقة العاملة المغربية كما أن هذا الفصيل الإسلاموي هو الآخر زج بدرعه النقابي للتآمر على الموظفين لفرض إصلاح أحادي لمشروع التقاعد.
لقد وجد مناضلو فريق الاتحاد المغربي للشغل كنقابة مستقلة أنفسهم في جبهة هشة لم تتجاوز 21 صوتا ضد المشروع في حين جر حزب العدالة والتنمية فريقه الملتحي ودرعه النقابي الخنوع وحلفائهم من الحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار ونقابة الباطرونا للتصويت لصالح القرار ب27 .
واختار حزب الاستقلال ودرعه من المريدين بالاتحاد العام للشغالين و الكنفدرالية الديقراطية للشغل الامتناع أو الانسحاب من المعركة بالغياب لترجيح كفة مرور المشروع.
إن هذه الخيبة والمؤامرة ضد الطبقة العاملة المغربية تؤكد أن التحالفات السياسية بالمغرب لازالت تعمل على تغليب مصالحها السياسوية بالتحالفات العلنية مع أرباب العمل لترسيخ الهشاشة الاجتماعية وتقويض كل عمليات النمو الحقيقة لمقدرات البلاد والتي لا زلت عرضة للنهب بمنطق الاستقواء على الضعفاء.
فمزيدا من البلقنة أيها السياسويون ومزيدا من المزايدات لانتخابات لن تغير وجه وطن بئيس.
سياسة