الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

عبد المنعم لزعر: "الميثاق" آلية لمقاومة عدم الانسجام الحكومي وسيفضي إلى نتائج عكسية

عبد المنعم لزعر: "الميثاق" آلية لمقاومة عدم الانسجام الحكومي وسيفضي إلى نتائج عكسية عبد المنعم لزعر

يرى عبد المنعم لزعر، باحث في العلوم السياسية، أن ميثاق الأغلبية الحكومية وليد لحظة سياسية وسياق مثقل بالسرديات التي تحولت إلى موجة طاقية بلغة الفيزياء تختصر عمل الحكومة في الميثاق، مشيرا إلى أن الميثاق هو عبارة عن رد فعل، وآلية لمقاومة عدم الانسجام الحكومي، لكنه سيفضي بالنتيجة الى تقوية مظاهر عدم الانسجام .

+ في نظرك ما هي الأسباب التي فرضت إعداد ميثاق من طرف الأغلبية الحكومية؟

- قبل إعداد والتوقيع على ميثاق الأغلبية الحكومية كانت كل الاحتمالات واردة بما فيها الاستغناء عن هذه الوثيقة التي يراد بها التأسيس لعرف سياسي يعقلن مساحات الفعل السياسي لمكونات الأغلبية المتحررة من الضوابط الدستورية والمعيارية، ولكن الضغط الذي ولده النقاش والسؤال عن مصير ميثاق الأغلبية أدخل هذا الميثاق في دائرة التركيز، وبالتالي يمكن القول بأن صدور هذا الميثاق هو وليد لحظة سياسية وسياق مثقل بالسرديات التي تحولت إلى موجة طاقية بلغة الفيزياء تختصر عمل الحكومة في الميثاق، والحكومة في تفاعلها مع هذه الموجة ردت بإصدار وثيقة الميثاق، وهو رد من جنس الموجة الطاقية المولدة له، بمعنى أن صدور ميثاق الأغلبية هو بمثابة رد فعل على أسئلة اللحظة.

+ هناك من يقول بأن الميثاق ذو بعد أخلاقي، ألم يكن حريا بالأغلبية الاكتفاء بمضامين الدستور الذي ينص على التضامن الحكومي؟

- مباشرة بعد تعيين سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة، ما عادت اللحظة السياسية وسياق السرديات السياسية يركز على الدستور وتفعيل الدستور، بل أصبح الجميع يحلل مجريات الأحداث وتطورها أحيانا بمرجعية السوق السياسي، وأحيانا أخرى بمرجعيات السوق الأخلاقي، حيث كان هناك من ينظر إلى وثيقة الميثاق باعتباره حصان طروادة المعول عليه للوصول إلى الكأس المقدسة الذي تحتاجه الحكومة لضمان الأمن المؤسساتي والتعاقدي لأغلبيتها.. لذلك أعتقد بأن الحكومة بدورها استثمرت في نص الميثاق كورقة أخيرة لتأمين عائدات طاقية ذات مضمون أخلاقي.

+ ألا يؤشر طرح هذا الميثاق في هذا التوقيت إلى وجود أزمة داخل التحالف الحكومي؟

- يجب الإشارة في هذا الاطار، إلى أن اللحظة السياسية الراهنة تمتاز بوجود موجة طاقية تملئ الفراغ الذي ستسلح فيه البنود المعيارية والأخلاقية لميثاق الأغلبية الحكومية.. هذه الموجة محملة بسرديات من مقولة واحدة، وهي أن الحكومة الحالية هي عبارة عن حكومة ضعيفة وغير منسجمة.. وبالتالي فمضمون هذه السرديات سيكون له تأثير في فعالية الميثاق من عدمها وسيحدد عمره السياسي والأخلاقي. أضيف شيئا آخر مهما، وهو أن الميثاق كما أشرت هو عبارة عن رد فعل، بمعنى أنه عبارة عن آلية مقاومة والفيزياء تعلمنا أن كل ما تقاومه تقويه. بمعنى أنه إذا كان الميثاق عبارة عن آلية لمقاومة عدم الانسجام الحكومي فإن النتيجة ستفضي بتقوية مظاهر عدم الانسجام هذه والعكس صحيح.