إنها ليست المرة الأولى أو الأخيرة التي يقوم فيها قيادي من العدالة والتنمية بتبديد أموال دافعي الضرائب في سيارات "فارهة" للاستعراض و"التبراع والتفطاح". بدءا من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي احتقر سيارات شركة "داسيا" التي تشغل الآلاف من اليد العاملة المغربية وتضخ أرباحا ضخمة في خزينة الدولة من أجل عيون "المرسديس كلاس" التي اعتبرها رئيس الحكومة هي التي تليق بمقامه ومقامات نواب حزبه، مرورا بإدريس الأزمي، رئيس جهة فاس-مكناس الذي وقع على شيكات على بياض أهداها لشركة "مرسديس" لاقتناء سيارات فاخرة لرؤساء مصالحه، انتهاء بالحبيب الشوباني، رئيس جهة درعة تافيلالت الذي لم يخرج عن سنة "السلف الصالح" من زبانية حزبه وقرر- حسبما تناهى لعلم " أنفاس بريس" - اقتناء 7 سيارات فولكسفاكن من الطراز الرفيع " نوع توارغ"، لأعضاء من مجلس الجهة التي تعتبر من أكثر الجهات فقرا بالمغرب، علما أن السيارة الواحدة من هذا النوع يتعدى 400 ألف درهم للسيارة الواحدة، وهو ما يعني أن مجلس جهة درعة سينفق حوالي 300 مليون سنتيم على 7 سيارات فاخرة إرضاء لحواريي الحبيب الشوباني، رئيس الجهة والعضو القيادي بـ " البيجيدي".
وأسر مصدر محلي لـ" أنفاس بريس"، أن المنتخبين الرافضين للصفقة بدأوا يتحركون لتعبئة الرأي العام المحلي وفضح هذا السلوك التبذيري الذي يقوده الرئيس، خاصة وأن الجهة في أمس الحاجة لإنفاق كل درهم متوفر على تحسين جودة عيش السكان المنتمين لتراب الجهة.
تسابق رؤساء الجماعات و الجهات التي يحكمها قياديو العدالة والتنمية لاقتناء السيارات الفاخرة يتناقض مع كل الخطابات الشعبوية التي يطبلون بها في البرلمان والتجمعات الشعبية والحوارات الإذاعية والتلفزيونية، ويتناقض أيضا مع شعار "المزيرية" التي يرفعها بنكيران في البرلمان من أجل الزيادة في الأسعار.
رحم الله ذلك اليوم الذي حشر فيه بنكيران وزراء حزبه داخل سيارة "كونغو" وهم يتوجهون إلى المشور السعيد بالرباط لالتقاط صورة جماعية مع الملك في يوم تنصيب الحكومة في نسختها الأولى، إذ يبدو أن مفعول "البيصارة" التي احتسوها جماعة في الطريق كان له أثر بالغ، جعل رؤوسهم أكثر سخونة. درجات السخونة اليوم أصبحوا لا يكتسبونها من البهارات التي تعد بها "البيصارة"، بل من الكراسي الجلدية الوثيرة التي أصبحوا يجلسون عليها، سواء كراسي البرلمان الناعمة أو كراسي السيارات الفاخرة التي تجعل الواحد منهم غارقا في ريش النعام الذي يضع عليه مؤخرته جتى يكاد ينسيه حتى اسمه.
سياسة