Wednesday 30 April 2025
سياسة

كيف حول الملك الحسن الثاني الدروس الحسنية إلى ندوة إسلامية عالمية

كيف حول الملك الحسن الثاني الدروس الحسنية إلى ندوة إسلامية عالمية

حافظ الحسن الثاني على سنة المجالس الحديثة التي عرفها المغرب منذ القديم، إلا أنها تميزت في عهده بكونها تطورت وتجددت في شكلها وإطارها، وفي مفهومها ودلالتها، فلم تعد مقتصرة على شهر رمضان وحده، فقد كانت تقام أحيانا في بقية شهور السنة. إذ أصبح الملك يعقد مجلسا شهريا في مختلف مدن المملكة، كما وقع بمدينة طنجة حيث ألقى العلامة عبد الله كنون درسا حديثا للتعريف بمالك وموطإه، وبمكناس حيث ألقى المرحوم العميد عبد الواحد العلوي درسا أدبيا، وبمراكش حيث ألقى العميد الرحالي الفاروق درسا حديثيا موضوعه: «الدين النصيحة» كما أن أوقات تلك المجالس اختلفت في هذا العهد.فمرة تعقد بعد العصر إلى المغرب، وأخرى بعد صلاة العشاء وأحيانا بين العشاءين كما هو الشأن في المجالس الشهرية خارج العاصمة.

لقد خرج المرحوم الحسن الثاني بالمجالس الحديثية من إطارها المحلي الضيق إلى إطار أوسع وأشمل، حيث أخذ يستدعي لها طائفة من علماء المسلمين من مختلف البلاد من المشرق وغيره إلى جانب إخوانهم علماء المغرب. ويعتبر الحسن الثاني أول ملوك الدولة العلوية الذي اختص بدرس مستقل في المجالس الحديثة، يلقيه بنفسه شأنه في ذلك شأن العلماء، يتناول فيه تفسير آية قرآنية أو حديثا نبويا بأسلوب فريد وطريقة مبتكرة تعتمد على الإجتهاد والإستنباط. وإظهار مزايا هذا الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان ومظاهر تجدده الدائم. وفي سنة 1998 كانت آخر الدروس الحسنية في حياة الملك الحسن الثاني، حيث تم استدعاء 120 من العلماء من مصر ولبنان وأوزباكستان والسنيغال والصين والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها... وكلهم أودعوا مواضيع محاضراتهم مسبقا بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ليتم عرضها على القصر للمصادقة، كإجراء لإدماجها في البرنامج.