Wednesday 30 April 2025
سياسة

حرب البلاغات بين أنصار الشكاف وآل الرشيد تستعر في الصحراء

حرب البلاغات بين أنصار الشكاف وآل الرشيد تستعر في الصحراء

أطلق بعض المتتبعين اسم مسلسل "وادي الذئاب" التركي، على الصراع الدائر بين عزيزة الشكاف، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، وحمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال.. والتشويق ليس في صفتهما الحزبية، بل في انتمائهما القبلي. فالأولى من قبيلة اولاد ادليم التي يمتد نفوذها في جهة وادي الذهب، والثاني من قبيلة اركيبات التي تتخذ من واد الساقية الحمراء موطنا لها..

أما سبب هذا الصراع، فهي تصريحات حمدي ولد الرشيد، خلال ندوة صحفية، مؤخرا، مفادها أن الصحراويين لم يكونوا يعرفون المغرب قبل سنة 1975، مما يجعل تجنسهم بالجنسية الإسبانية حقا طبيعيا، على حد قول ولد الرشيد. تصريحات اعتبرتها الشكاف تفتقد للعلمية والتاريخ، مادام أن هناك روابط بيعة بين الصحراويين والملوك العلويين عبر التاريخ.. صراع اتخذ معسكرين، معسكر أنصار آل الرشيد ومعسكر الشكاف.

وفي هذا الصدد استنكرت بعض جمعيات المجتمع المدني بجهة الداخلة واد الذهب، تصريحات ولد الرشيد، معتبرة إياها "تدعم الطرح الانفصالي، القائل بأن القبائل الصحراوية لم تكن لها روابط بيعة وانتماء بالمملكة المغربية قبل سنة 1975، وأنها دعوة للفتنة والاقتتال القبلي في خرق تام للفصل 23 من الدستور الذي يحظر كل تحريض على العنصرية أو الكراهية أو العنف". مطالبين وزارة الداخلية بالالتزام بالفصل 21 من الدستور لحماية سلامة المواطنين وسلامة التراب الوطني أمام السياسات التي ينهجها حمدي ولد الرشيد و"شرذمة الغوغائية الرامية إلى ضرب الاستقرار بالجهة"، وكذا مطالبة كل الأحزاب برفع بيان مشترك تدين ما أقدم عليه حزب الاستقلال بعد توالي الضربات عليه من تخبط خطير وخرق سافر لمقتضيات الفصل 7 من الدستور الذي ينص على تأطير الأحزاب السياسية للمواطنين وتكوينهم السياسي بعيدا عن التطرف والإخلال بالأمن العام.

بالمقابل أعلنت الكتابة الإقليمية لحزب الاستقلال بوادي الذهب، إدانتها لما اعتبرته "انزلاقات لفظية خطيرة لعزيزة الشكاف في حق حمدي ولد الرشيد، تضمنت عبارات قدحية مشينة وجارحة واتهامات باطلة وخطيرة من قبيل خيانة الوطن والعمالة لدولة أجنبية.. وهو ما يعكس ضحالة التفكير السياسي لدى عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة"، محملين الحزب المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية عن التصرف غير المقبول من هذه العضو، داعين قيادة حزب البام إلى تقديم اعتذار رسمي عن هذه الانزلاقات اللفظية الخطيرة والتهم الباطلة في حق منسق حزب الاستقلال بالجهات الجنوبية الثلاث، "بما يمثله من مكون صحراوي وحدوي فاعل وصمام أمان حقيقي في وجه خصوم هذا الوطن".