الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

حول مذكرات الزعيم الاتحادي عبد الرحمن اليوسفي المنتظر صدورها..

حول مذكرات الزعيم الاتحادي عبد الرحمن اليوسفي المنتظر صدورها.. الأيقونة الإتحادية عبد الرحمان اليوسفي

لا شك أن مذكرات السي عبد الرحمن اليوسفي التي ينتظرها الجميع، سياسيين وباحثين وإعلاميين ومهتمين، ستحمل جردا لوقائع وأحداث  بتفاصيلها عاشها الرجل، ومواقف كبيرة وحاسمة وجد نفسه يتخذها في مساره السياسي الطويل منذ أربعينيات القرن الماضي. وسنقف بالتأكيد على معطيات لا يعرفها الجميع من  تاريخنا السياسي المعاصر، من الكفاح الوطني ضد الإستعمار إلى بداية مرحلة الاستقلال و الحكومة الوطنية الأولى ثم التطورات الدراماتيكية اللاحقة ومرحلة المنفى التي عاشها وسنوات الرصاص، ثم الإنفراج الذي تلاها وصولا إلى حدود تجربة التناوب التوافقي. معطيات سيكون لتقديمها من طرف السي عبد الرحمن طابع تعريفي وتوضيحي خاص لأنه عاشها بحيثياتها ودقائقها وبالوقت الحي المباشر.

وكم سيكون مفيدا بالنسبة لجيلنا السياسي، جيل المؤتمر الاستثنائي الذي رافق كل المراحل اللاحقة على انطلاق ما دعوناه بالمسلسل الديمقراطي سنة 1976 ووصل إلى حلقته الحاسمة مع حكومة التناوب بعد انتخابات 1997- كم سيكون مفيدا لو كشفت المذكرات عن تلك الحلقة المفقودة - مفقودة على صعيد الفهم  وما يتيحه الفهم من ترتيب للوقائع في الأذهان - وأقصد بتلك الحلقة ما جرى  بالضبط غداة انتخابات 2002. حيث كانت كل المؤشرات السياسية الموضوعية تفيد بأن إمكانية قيادة عبد الرحمن اليوسفي للحكومة لخمس سنوات أخرى قائمة متوفرة، ولكن قرارا سياسيا فيما يظهر أوقف التجربة وأبعد اليوسفي عن موقع استئناف عمله على رأس حكومة التناوب.

فراغات وبياضات في المرحلة تجعلها عصية على الفهم ما لم تظهر بوضوح وقائع أو شواهد ممن كانوا؛ مثل الأستاذ اليوسفي في المربع الأول  المعترك.

وأكبر هذه الفراغات والبياضات في تقديري المتواضع:

لماذا تم التراجع عما كان يقتضيه من سياسية ومن اختيار موقف المنهجية الديمقراطية، وهو الموقف الذي تم  تبنيه من طرف 98/100 من المتدخلين في المجلس الوطني.

لم يكن في هذا الموقف أبدا ما يشجع على المشاركة في حكومة السيد جطو. وكانت هذه المشاركة التي تقررت في زحمة أحداث ملتبسة نفيا عمليا لموقف المنهجية الديمقراطية لم تتمكن من تبريره أو تسويغه لدى مناضلي الحزب وقتها، ولدى الرأي العام حكاية أو أطروحة الحرص على استمرار أوراش الإصلاح التي استجلبت واستخدمت بصفة بعدية من طرف بعض أعضاء المكتب السياسي وقتها ممن كان مصمما على الإستمرار بأي ثمن؟

هل مورست ضغوط معينة غيرت الموقف من موقف المنهجية الديمقراطية. وما كانت تقتضيه؟

سؤال كبير يبقى معلقا ونأمل أن يكون في مذكرات الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي ما يقربنا من الفهم حول بياضات تلك المرحلة بأكثر مما فعله خطابه الشهير في بروكسل.

وكما يقول المثل المغربي الدارج "وقتاش ما كان الخير ينفع". نقول بالمناسبة "وقتاش ما ظهرت الحقيقة السياسية تنفع".