على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها لبلادنا رئيس جمهورية رواندا "بول كاغامي"، بدعوة من الملك محمد السادس. اتصلت " أنفاس بريس" بالأستاذ محمد بودن، محلل سياسي، للتعليق على دلالات هذه الزيارة، فأوضح بأن قيمة الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الرواندي للمغرب يمكن تحليلها من عدة زوايا. وأجمل بودن ذلك فيما يلي:
تطوير العلاقات المغربية- الرواندية هو بمثابة كسر " للحصار " المفروض على المغرب في إفريقيا الانجلوساكسونية شرقا وجنوبا وهذه إشارة واضحة على الإلمام المتزايد لدول افريقيا بدور المغرب وتضحياته التاريخية مع الشعوب الافريقية، وتعاونه وتضامنه معها حاضرا في إطار التعاون جنوب- جنوب.
الرباط وكيغالي نقطتان مرجعيتان في دوائر تحركهما ومحيطهما الإقليمي،ولهما نصيب وافر من القوة الناعمة والجذب الاقتصادي والسياسي.
المغرب سيكون بإمكانه الاعتماد على علاقاته برواندا كصديق جديد، إلى جانب دول من منطقتي وسط وغرب افريقيا سواء في القمم الإفريقية،أوفي إقناع دول افريقية أخرى بتفهم مصالح المغرب الإستراتيجية،بحيث ينتظر أن تحتضن رواندا القمة 27 للاتحاد الافريقي في يوليوز 2016.
أما اقتصاديا فكشف محاورنا بأن روندا في حاجة لشريك مثل المغرب لتسويق صورتها النامية،والمغرب بإمكانه ولوج سوق بلد الألف تل،والاستفادة من الدور الرواندي المؤثر في منطقة منطقة الكوميسا ( السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا ) وكذلك في منطقة بحيرة فيكتوريا،باعتبار المغرب ثاني مستثمر افريقي في إفريقيا. أضف إلى ذلك أن رواندا تتقاسم مع المغرب صفة " الاستثناء " والتواجد في محيط اقليمي مضطرب.
فرواندا- والكلام لمحمد بودن - لها عناصر الاستقرار السياسي كذلك،والنموذج الاقتصادي الذي أسس للدولة المقاولة في رواندا وهذا ما يوفر نسبة نمو تصل ل 7%،فضلا عن تجربتها الرائدة في العدالة الإنتقالية ( التعويضية) بين قبيلتي " التوتسي" و " الهوتو"،مع الإشارة إلى أن هذا البلد هو أول بلد في العالم على مستوى تحقق "المناصفة وأكثر " عبر وصول التمثيلية النسوية في البرلمان إلى نسبة 60%. _ العلاقات المغربية _ الرواندية سيحصل أن تصبح بعد هذه الزيارة علاقة متطورة مطبوعة بالتفهم المتبادل لقضايا كل منهما على المستويين الوطني والدولي،ومن بينها الموقف المريح لرواندا بشأن قضية الصحراء،فضلا عن التقدير الكبير بين قائدي البلدين،وهذا ما ظهر في الاستقبال الملكي الرسمي للرئيس الرواندي،بحيث أن مثل هاته الاستقبالات لا تقام إلا على شرف ضيوف كبار للمغرب،كما أن قيام الرئيس الرواندي شخصيا بتقديم الوفد المرافق له للسلام على جلالة الملك دون حاجة لمكلف بمهمة بروتوكول تقديم الوفد يعكس صورة التقدير الكبير الذي يكنه الرئيس بول اغامي للملك محمد السادس. وختم بودن تصريحه ل"أنفاس بريس" بالتأكيد على أن زيارة الرئيس الرواندي للمغرب تعني أن الجغرافيا السياسية لتحرك المغرب في إفريقيا متنوعة وغير مرتكزة على الدوائر التقليدية في إدارة العلاقات الخارجية،لكنه لا يقوم بتبديل دائرة بدائرة أخرى.