السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

آخر اختراع رمضاني: "سلو دردك" لتكبير أرداف البنات

آخر اختراع رمضاني: "سلو دردك" لتكبير أرداف البنات

في الوقت الذي سكنت هواجس عاشقات تكبير الأرداف والأثداء مخاوف من كيفية تدبير حالهن مع ما يفرضه شهر رمضان من إمساك عن الأكل لما يقارب 16 ساعة، تفتقت أفكار أخريات بحلول، اعتبرتها المنفذ الصائب لتدارك هذا الأمر، وذلك باختراع وصفة أسموها "سلو المدردك"، وهي عبارة عن "سلو" أو "تقاوت" كما يسميه البعض، يحتوي على خلطة من دقيق عقاقير "دردك" يتم تناولها ثلاث مرات بعد موعد الإفطار. وهو المخرج الذي اعترفت الكثير من مقتفيات أثره نجاعته وهن يتحسسن مفعوله على زيادة وزنهن على الرغم من الجوع الاضطراري المفروض عليهن طيلة اليوم. إذ تشير السعدية، البالغة 23 سنة، طالبة، إلى أنها فكرت كثيرا قبل حلول شهر الصيام في ما يمكن أن يخلقه لها من اضطراب على مستوى انتظام تناولها لتلك العقاقير، غير أنه وبسماعها لخلطة "سلو" عادت إليها طمأنينة مواصلة مشروع بدانتها.

وتكمن ميزة هذا الاختراع، حسب السعدية، في كونه "لا يثير شكوك من حولك، خاصة وأن شهر رمضان يعرف بتعدد الزيارات العائلية التي قد تخلق حرجا لمن يحاولن إخفاء أمر تناولهن لتلك العقاقير". وليس الزوار من يكونون غير مرغوب في معرفتهم للسر، بل أيضا الأزواج، كما هو حال سناء، البالغة 34 سنة، والتي تؤكد بأنها صارت تتناول تلك الأدوية أمام أعين زوجها ودون أن يدري عن الموضوع شيئا "هو كيسحابو كناكل غير سلو كيف عباد الله، ولكن ماعارفش باللي راه مصاوباه غير ليا وماشي بحال داك اللي كاياكل هو أو كنحط للضيوف".

هذا، وقد ثبت بأنه، وبينما تسعى نساء العالم والأوروبيات على وجه الخصوص إلى النحافة كرمز للحيوية والنشاط والجمال، نجد المغربيات في سباق جنوني للبحث عن "السمونية" وكسب المزيد من الكيلوغرامات. وهو سباق لم تنفع معه البرامج الصحية التي يبثها التلفزيون أو الراديو للتحذير من مخاطر البدانة، ولا كل نوادي الرياضة المختصة في إذابة الشحوم، ولا أيضا جميع وصفات الحمية التي تتحدث عنها المجلات النسائية.

وذلك ما يعكسه عدم تردد هؤلاء النساء في تجريب كل أنواع الأعشاب والأدوية من الحلبة إلى سرغينة والفوة إلى فانيد "مرضى الضيقة". إذ الأمل الأول والأخير عندهن هو امتلاك جسد مثير باستطاعته زرع الثقة بنفسيتهن في توطئة لنيل إعجاب وإقبال وكذلك انجذاب الرجل المغربي بعد التأكد من ميوله أكثر للمرأة السمينة، الغليظة والمنتفخة. بل الأكثر أن الاقتناع يكاد أن يكون تاما بأن حظ الفتاة السمينة في الزواج أكثر من أختها النحيفة، وحتى المتزوجة قد يكون امتلاء مناطقها الحساسة صمام أمان أمام تفكير الزوج في توجيه الرادار نحو وجهة أخرى تكون "طارة وطوناج" بحسب تعبير هواة الأجساد المكتنزة.

وسواء كن على صواب أو نقيضه في التحجج بِمَثل "رخيصة موت الفار بتهراس الخابية" لتبرير إقبالهن على ما يعرف بحبوب "دردك" مقابل ما يتسبب فيه، طبقا لتحذيرات طبية، من أمراض "الطانسيو" والروماتيزم والسكري، فإن الجهود تظل متواصلة على قدم وساق وبلا مبالاة لتحقيق شعار الجسد المثالي بالصيغة المغربية: أرداف عريضة ونهدين بارزين يعتليان بطن ثانية تُؤَمِّن موقعهم التحريضي مؤخرة على قدر محترم من إمكانية حبس الأنفاس.