Wednesday 30 April 2025
سياسة

مصطفى عماي: تم تأويل كلام سيدي حمدي ولد الرشيد بشكل خاطئ والصحراء يجب أن تبقى بعيدة عن المزايدات

مصطفى عماي: تم تأويل كلام سيدي حمدي ولد الرشيد بشكل خاطئ والصحراء يجب أن تبقى بعيدة عن المزايدات

 هل نحن في حاجة إلى حرب الانزلاقات اللفظية المتبادلة بين سيدي حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، منسق الحزب بالجهات الجنوبية الثلاث، وبين عزيزة الشكاف عضوة المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، والتي وصلت (الانزلاقات) إلى حد الاتهام بالتخوين والعمالة لدولة أجنبية؟؟ ألا تعتبر فعلا بالمزايدة الرخيصة التي تبخس تاريخا مشرقا للمقاومة وشهداء الوحدة منذ الخمسينات من القرن الماضي من أمثال الشهيد محمد سالم بيدا، وقد سبق لنور الدين بلالي الإدريسي، أحد مؤسسي البوليزاريو العائد إلى المغرب منذ 1989، أن ذكر بأن الإرهاصات الأولى لنشأة البوليزاريو كانت ولادتها مغربية خالصة انطلقت مع محمد سيدي ابراهيم بصيري المنحدر من بني ملال، حيث كان والده شيخ الزاوية البصبرية لبني عياط  التي مازالت تحيي موسمها السنوي إلى الآن، وقد أسس بصيري الخلايا الأولى  لتحرير الصحراء المغربية، وتعرضت على يدها إسبانيا المحتلة لضربات موجعة في عمليات "الزملة" بالعيون سنة 1970 وأحداث طانطان 1972 قبل المسيرة. "أنفاس بريس" اتصلت بمصطفى عماي، رئيس جمعية شباب الحكم الذاتي، التي يوجد مقرها بجماعة المحبس إقليم أسا الزاك، وسألته عن رأيه في الخلاف القائم الآن على خلفية قضية ينجا الخطاط، والتداعيات التي قد يخلفها مثل هذا الخلاف في هذه اللحظة المصيرية التي يمر منها ملف قضية الوحدة الترابية، فصرح لنا بما يلي:

"أولا أعتقد أن ما قاله سيدي حمدي ولد الرشيد تم فهمه وتأويله في غير محله، حيث كان يقصد بكلامه أن الأراضي المسترجعة لم تعرف تدبيرها من لدن الإدارة المغربية إلا سنة 1975، ومعنى هذا أن الصحراويين إلى حدود 1975 كانوا خاضعين للإدارة الإسبانية بما فيها الجنسية.. أما بالنسبة للصحراويين فارتباطهم، سواء بالمغرب أو بالملوك العلويين، مسألة ثابتة، وليس فيها نقاش، ولا تحتاج إلى مزايدة، خاصة وأن هنالك صحراويين شاركوا في جيش التحرير المغربي منذ الخمسينات من القرن الماضي. وثانيا أنا كشاب من أبناء الصحراء أتأسف للحراك الحاصل الآن، لأني أعتبره نقاشا بيزنطيا يحيلنا إلى حكاية (بيزنطة محاصرة من طرف العدو وعلماؤها يجادلون، هل الملائكة ذكور أم إناث؟)..

اليوم ينبغي أن يكون المشترك الكبير عندنا جميعا هو الوطن والوحدة الترابية، لأنه عندما تطالع وسائل الإعلام دوليا والمواقع الإلكترونية، ستجد أن البوليزاريو، رغم وفاة زعيمها، تشتغل ليل نهار لمحاربتنا، وآخر الأخبار تفيد أن البرلمان الهولندي طلب من الشركات الهولندية مقاطعة المنتجات المغربية القادمة من الأقاليم الجنوبية.. ونحن هنا وصلت خلافاتنا ونقاشنا إلى مستوى لا يشرف.

أنا لا أناقش أحكام القضاء، لكن إذا كان الحكم الصادر في حق ينجا الخطاط الذي ألغي انتخابه كرئيس جهة الداخلة وادي الذهب، وراءه أياد خفية، فأنا أقول بأن الصحراء يجب أن تبقى خارج المزايدة، وعليهم -رجاء- أن يرحموا هذا الوطن الذي نريده وطنا قويا يحمي كل المغاربة بدون استثناء، من طنجة إلى لكويرة.. وهذا هو الإطار الذي علينا أن نواجه به المستقبل.

إن الريع الموجود شمال المغرب هو أكبر بكثير من جنوبه، فهنالك ناس عندهم رخص الصيد في أعالي البحار ورخص استثنائية لاستيراد مواد وسلع معفية من أداء الرسوم الجمركية ورخص المقالع... إلخ، وبالتالي فيجب أن يحارب هذا الريع بصغة شمولية من طنجة إلى لكويرة كذلك. لهذا فالنقاش الدائر اليوم في الصحراء يأتي خارج السياق، كما قلت، سواء من طرف المتورطين فيه من  كبار مسؤولي الدولة الذين أوصلونا إلى هذا الوضع أو من طرف "ناس الصحراء" الذين يتعين عليهم الترفع عن مثل هذا الصراع.. فالاستهانة بالخصم تعتبر أكبر مسبب للهزيمة.

وها نحن اليوم نرى كيف جعلنا الثقة بأمريكا فـ "خوات بنا"، وهو ما وقع لنا مع فرنسا.. فلم تبق لنا إلا الجبهة الداخلية التي علينا تحصينها، وهي السبيل الوحيد لإخراس أعداء الوحدة الترابية.. أما إذا بدأنا "نخربق" داخليا، فسوف نفسح المجال لأمريكا وغيرها للتدخل بشتى الذرائع.. فكل القوى العالمية لها أجندات خاصة بها، وتهمها مصالحها بالدرجة الأولى".