الجمعة 3 مايو 2024
سياسة

القيادي بوطوالة: بنكيران "يأكل الغلة ويسب الملة" في التستر على حامي الدين!

القيادي بوطوالة: بنكيران "يأكل الغلة ويسب الملة" في التستر على حامي الدين! علي بوطوالة وبنكيران (فوق) وحامي الدين أسفله

قال الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، علي بوطوالة، في حواره مع جريدة "أنفاس بريس"، إذا كان حزب العدالة والتنمية وعبد الإله بنكيران من الناس "الذين يصرحون بأنهم مع استقلال القضاء، ينبغي احترام القضاء، وترك القضاء يقوم بعمله ومهامه باستقلالية وبحيادية وبحرية، مهما كان الشخص المطلوب للوقوف أمام القضاء". واعتبر القيادي اليساري تصريحات بنكيران بشأن حمايته لحامي الدين بأنها عنوان "لازدواجية الخطاب الذي يمارسه حزب العدالة والتنمية، وينطبق عليه المثل المغربي "ياكل الغلة ويسب الملة".

+ اعتبر عدد من المتتبعين عبد الإله بنكيران أن كلمة عبد الإله بنكيران الأخيرة أمام شبيبة العدالة والتنمية تنطوي على رسائل واضحة، أكدت على أن حزب الإسلام السياسي هو بيت وملاذ آمن للخارجين عن القانون، حيث تحدى بنكيران العدالة ودولة الحق والقانون بصوت عال بقوله "لن نسلم لكم أخانا" (عبد العالي حامي الدين) تحت تصفيقات المؤتمرين. كيف تقرأ هذا السلوك المتطرف لمسؤول سياسي؟

ـ تبرير عبد الإله بنكيران كون ملف حامي الدين هو ملف سياسي، وليس ملفا قضائيا، وأنه يدخل في إطار الضغط على حزب العدالة والتنمية، أعتبرها قراءة سياسية مغرضة. إذا كان حزب العدالة والتنمية وبنكيران من الناس الذين يصرحون بأنهم مع استقلال القضاء ينبغي احترام القضاء، وترك القضاء يقوم بعمله ومهامه باستقلالية وبحيادية وبحرية، مهما كان الشخص المطلوب للوقوف أمام القضاء، بتهمة من التهم، لأنه لا أحد فوق القانون، وهذا هو الأساس، لا أحد يعلو فوق القانون داخل دولة الحق والقانون، ويمكن أن نلاحظ ما يقع في الدول الديمقراطية المؤمنة بالعدالة، رؤساء دول متابعون أمام القضاء، ويتم استدعاؤهم من طرف القضاء في ملفات تتعلق بقضايا تخصهم أو بغيرهم، رغم ممارستهم لمسؤوليات حكومية، ولا يعرقلون دور السلطة القضائية. قد تكون هناك تصريحات أخرى تدخل في اطار الاستراتيجية السياسية لحزب العدالة والتنمية، (هذا شيء) ولكن التدخل في استقلالية القضاء أعتقد أنه مجانب للصواب، وغير موفق.

+ في نفس السياق، يعتبر عبد الإله بنكيران أن حزب العدالة والتنمية هو حزب الصادقين والأوفياء والمخلصين والأتقياء والفضلاء، وأن سلوكات ومواقف قيادييه وأطره تنتصر للعدالة الاجتماعية والديمقراطية و تدافع عن حقوق الإنسان.. كيف ترد على هذا الوصف المثالي رغم النكسات والانتكاسات التي عرفها المغاربة منذ فترة حكومة بن كيران إلى حدود اليوم؟

ـ هذا هو خطاب الأحزاب الإسلامية، التي تعتمد ازدواجية الخطاب.. فخلال تحمله المسؤولية لرئاسة الحكومة، وأثناء اشتغاله كرئيس حكومة، كان يعطي تصريحات ويتخذ قرارات لا علاقة لها لا بكرامة المواطنين ولا بالعدالة الاجتماعية ولا بمفهوم الحرية والديمقراطية والعيش الكريم، ولا حتى بالشعارات التي رفعها حزبه كمحاربة الفساد.. هذا الشعار الذي استعمله حزب العدالة والتنمية بكثافة في حملته الانتخابية سنة 2012، وبه وصل لرئاسة الحكومة وتصدر نتائج الانتخابات... ازدواجية الخطاب هي سمة مشتركة عند التيارات الاسلامية خاصة عندما تتبوأ موقع المسؤوليات. بنكيران طبعا لم يهضم بعد ولم يستوعب (وهذا حقه) بالنسبة لما تعرض له من إهانة وإقصاء من رئاسة الحكومة. وهو الآن يوجه رسائل للذين يعتبرهم مسؤولين على هذه الإهانة والإقصاء، وفي الوقت نفسه للذين يوجهون الانتقادات التي توجه بكثرة حتى من المقربين للعدالة والتنمية، بخصوص الإجراءات الحكومية التي اتخذت مؤخرا (اقتطاعات) والتي تثقل وتضعف القدرة الشرائية للموظفين بالوظيفة العمومية بصفة عامة، بدون أي زيادة وتحسين الدخل والأجور مدة خمس سنوات متتالية. كذلك الإجراءات المتعلقة بتعويم الدرهم، وكل الإجراءات التي استهدفت صندوق المقاصة، والتي ما زالت تسير في نفس الاتجاه، والتي لها انعكاسات  ومضاعفات سلبية على كل المأجورين.

لذلك فتراجع مصداقية خطاب العدالة والتنمية وتصاعد حدة الانتقادات الموجهة إليه، وخاصة على مستوى تدبير الشأن العام، باتخاذه إجراءات تقشفية ولا شعبية.. طبعا اتضح بأن هاجس قادة حزب العدالة والتنمية، هو أن يحاولوا تبرير ذلك، بأنهم مستهدفون، وبأنهم غير مسؤولين عن السياسة المطبقة، وهذا دائما يدخل في إطار ازدواجية الخطاب الذي يمارسه حزب العدالة والتنمية، وينطبق عليه المثل المغربي "يأكل الغلة ويسب الملة". مع الأسف هذا لا يمكن أن يبرر قراراتهم، وسياستهم في تدبير الشأن العام، ولا يمكن أن يغطي على ما يحدث وعلى قرارات حزبهم، التي اكتوى بها الشعب المغربي وطبقاته الاجتماعية.