الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

أرقام صادمة تنشرها طبيبة وقراءتها ممنوعة على مرضى القلب...

أرقام صادمة تنشرها طبيبة وقراءتها ممنوعة على مرضى القلب... الطبيبة وداد ازداد

كتبت الطبيبة وداد ازداد على صفحتها الفيسبوكية تدوينة تناولت فيها بالتفصيل الخصاص المخيف الذي يعرفه قطاع الصحة العمومية.. وجريدة "أنفاس بريس" تختصر لكم ما كتبته الطبيبة:

"عند بداية تخصصي منذ 5 سنوات، وعندما كنت أعمل بمصلحة الأشعة المركزية بمستشفى ابن سينا بالرباط على سبيل المثال، كنت أجد في العادة 6 أطباء في السكانير، و3 أو 4 في قاعة الفحص بالصدى و3 في الـ "الراديو" و 3 يتكلفون بالصور الإشعاعية.

يؤسفني أن أخبر عموم المواطنين أنه ابتداء من بداية الأسبوع المقبل، فلن يتجاوز عدد الأطباء المقيمين 2 أو 3 ككل بذات المصلحة، و 2 في مصلحة الأشعة بقسم المستعجلات (التي أعمل فيها حاليا).. أي أن مجموع أطباء الأشعة في أحد أكبر المستشفيات الجامعية بالمغرب لن يتجاوز الأربع أو الخمس، في الوقت الذي أصبح فيه عدد المرضى مضاعفا عشرات المرات بسبب الراميد. هؤلاء الأطباء يتوجب عليهم القيام بكل المهام سابقة الذكر. بالإضافة إلى خوض غمار ليالي بيضاء تماما لوحدهم خلال الحراسات المتوالية ومن دون تعويض في الأيام. حيث يعمل الطبيب طيلة الصباح، ثم يقوم بحراسة مهولة دون أن يغمض له جفن أو يتبقى له الوقت للأكل، قبل أن يباشر العمل في اليوم الموالي لغاية الثامنة مساء أحيانا.. هذا الطبيب هو الذي سيحدد مصير وعلاج مصابين في حوادث خطيرة ومرضى بالسرطان، وعشرات وعشرات من الأجساد المعتلة المصابة بأنواع من الأمراض التي تتطلب تركيزا وتدقيقا من أجل التشخيص.. أما إذا مرض هذا الطبيب بدوره، اختل نصف أو ثلث المصلحة.. كل هذه التضحيات مقابل 3000 أو 8000 درهم، فمالذي أفضى إلى هذه الوضعية المأساوية ؟

إذا كان فوج أطباء الأشعة الذي أنتمي إليه كان يضم 19 طبيبا مقيما، فالفوج الموالي والذي واكب وصول الوزير الوردي إلى منصب وزير الصحة لا يضم ولا طبيبا واحدا، نعم 0 طبيب في جميع الاختصاصات على الصعيد الوطني لأن الوزير الهمام ألغى ببساطة مباراة الإقامة (التخصص) لسنة 2013.. ثم لم تعد الوزارة توظف سوى 5 أو 6 أطباء مقيمين في هذا التخصص بالرباط في السنوات الموالية، وقس على ذلك في باقي التخصصات، بل ويصل العدد إلى 0 أو طبيب واحد في بعضها.. حيث انتقل عدد المناصب في الرباط من 170 خلال سنة 2012/2013 إلى حوالي الـ60 حاليا، مع احتساب العجز الناجم عن إلغاء المباراة السالف الذكر والذي جعل الأطباء على وشك الانقراض.

العجز كبير لدرجة أن عددا من التخصصات ليس فيها أي خريج طبيب مختص هذه السنة.

بالإضافة إلى تأخر المواعيد ونقص الجودة والتأثير على نفسية الأطباء وصحتهم الذي ينعكس بدوره على التعامل مع المرضى، فإن هذا الخصاص تسبب وسيتسبب في أخطاء طبية كارثية.. وأنا من موقعي كطبيبة أشعة يمكنني القول إن المضاعفات بعد الجراحة قد تزايدت بشكل مهول، حيث نتوصل بعدد منها يوميا، في الوقت الذي كانت فيه نادرة في بداية تخصصي، وذلك كنتيجة طبيعية للوضعية الراهنة، حيث ينقص الإتقان ويُترك الجراحون المبتدؤون في سنة أولى إقامة يقومون بعمليات معقدة بسبب ندرة الأطباء.".