الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

البوقرعي: الريع الذي راكمناه في الحكومة كان بـ "ما يرضي الله" و"الشرع" و"القانون!!!"

البوقرعي: الريع الذي راكمناه في الحكومة كان بـ "ما يرضي الله" و"الشرع" و"القانون!!!" خالد البوقرعي، البرلماني والكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية

استفزتني الخرجة الأخيرة لخالد البوقرعي، البرلماني والكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، في أحد البرامج الإذاعية التي يبثها الموقع الرسمي للبيجيدي. البوقرعي أسهب في الحديث عن الخصال الحميدة لوزراء وبرلمانيي، ووزيرات وبرلمانيات، ومستشاري ومستشارات حزبه، كأنهم ملائكة. دافع عن التجربتين الحكومتين باستماتة، وهو يقارنها بالتجارب الحكومية السابقة التي كانت أقل حصادا من حكومتي بنكيران والعثماني.

استفزني البوقرعي وهو يتحدث بتلك اللغة الخشبية عن انتمائهم إلى الشعب، وكأن الحكومات السابقة كانت تنتمي إلى شعب آخر غير الشعب المغربي.

استفزتني كلمة "الشعب" التي يضعها مسؤولو حزب العدالة والتنمية في سياق "براغماتي" و"مصلحي" و"منفعي" و"وصولي"، وببهارات كثيرة من النفاق السياسي. لكن البوقرعي نسي أو تناسى أن هذا "الشعب" الذي يتغنون بالانتساب إلى طبقاته السفلى والمتوسطة، هو الشعب نفسه الذي يعصرونه في "مطحنة" غلاء الأسعار، ويفركونه في "مغسلة" الضرائب الموجعة للظهر والمفلسة للجيب.

عن أي "شعب" يتحدث البوقرعي والداودي والرميد وبوليف، وجميع صقور البيجيدي الذين ينهشون لحم المغاربة، ويبدعون في امتصاص دمائهم؟

استفزني أكثر المقطع الذي تحدث فيه خالد البوقرعي، المدافع الشرس عن ريع معاشات البرلمانيين، وهو يصنف نفسه وإخوانه بالبرلمان والحكومة في مرتبة "القدّيسين" و"الأولياء"، وهو يعترف بأن الثروة التي اكتنزوها وراكموها في السنوات الأخيرة، كانت "بما يرضي الله" و"ما يرضي القانون"، وكانوا هم الأكثر نظافة والأقل جشعا وشراهة في الاستفادة من ريع الحكومة وفيء البرلمان وغنائم صناديق الدولة. كانوا هم الأكثر رحمة وخوفا وشفقة على هذا الشعب الذي منحهم التفويض ليضعوا القوانين والتشريعات باسمه. كانوا هم الأفضل والباقون كانوا مجرد "قنّاصة" للثروات.

استفزني خالد البوقرعي وهو يختزل العمل في الحكومة مثل العمل في "بنك".

استفزني البوقرعي وهو يحصر ممارسة السياسة في مراكمة الأموال وجمع الثروة، وهو يشبه البرلماني من دون أن يدري بـ "حصّالة" نقود.

استفزني البوقرعي أكثر وهو يحاول تمرير تلك الأسطوانة المشروخة "احنا ماشي بحالهوم... هضا.. ضاي.. ضاي"... لا.. وألف لا.... ومليون لا..... البوقرعي والحقاوي والرميد وبوليف والداودي والعثماني، وكبيرهم بنكيران، يشبهون معظم السياسيين في جشع معظم من تداولوا السلطة ومناصب المسؤولية، هذا إذا لم يكونوا هم الأكثر جشعا، واستنزافا للقدرة الشرائية للمواطنين، ومراكمة للثروات، واستفادة من الريع.

والله على ما أقول شهيد!!!!!