السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو:فضيحة حليب الأطفال المغشوش في فرنسا

عبد اللطيف جبرو:فضيحة حليب الأطفال المغشوش في فرنسا عبد اللطيف جبرو
قضية خطيرة شغلت، مؤخرا، الرأي العام الفرنسي تتعلق بحليب الرضاعة المغشوش والمسؤولية تتحملها المجموعة الصناعية «ألتديس» المختصة بإنتاج مسحوق الحليب الخاص بالرضاعة. وهي فضيحة تتجاوز فرنسا لأنها هذه المجموعة تروج منتوجاتها في ثلاثة وثمانين من البلدان، ويبلغ حجم هذه المنتوجات إثنا عشرة مليون علبة.
بدأ انفجار هذه الفضيحة في شهر دجنبر من السنة الماضية عندما لاحظت بعض الأمهات أن صبيانها تعرضوا لإصابات مرضية فتم إذاك زيارة الأطباء الذين اتفقوا على أن أسباب المرض تعود إلى تناول حليب الرضاعة.
إثر ذلك، تم توقيف الانتاج من باب الاحتياط حتى لا يكون هناك مزيد من ضحايا هذه المادة المغشوشة.
وتجاوزت الفضيحة الحدود الفرنسية عندما أعلن عن حالة إصابة رضيع في إسبانيا وحالة أخرى في اليونان.
وهكذا استولى الهلع على الأمهات جراء انتشار خبر توزيع الحليب المغشوش ولا أحد يعرف إلى أي حد يمكن لهذا الغذاء الفاسد أن تكون له تأثيرات سلبية على مستقبل الصبيان الرضع.
مجموعة ألتديس لم تقرر فقط توقف مصانع إنتاج حليب الرضاعة، بل اتخذت إجراءات تقضي بسحب علب المنتوجات من الصيدليات ومن الأسواق التجارية الكبرى.
وصرحت بعض الأمهات بأن أطفالهن أصيبوا ببعض الأمراض نتيجة تناولهم مسحوق الحليب الذي تم شراؤه بعدما قررت المجموعة سحب علبها من الأسواق مما يعني أن الإجراءات الهادفة إلى حماية الرضع من تناول الحليب لم تكن في جميع الحالات عمليات موفقة مما يعني استمرار تزايد ضحايا هذه المادة الغذائية من الصبيان الأبرياء.
وبعد انفجار هذه الفضيحة،أغلقت معامل المجموعة فأصبح مئات العمال عرضة للبطالة وقلة الشغل ومعهم الآلاف من مربي الماشية الذين يبيعون كل يوم حليب أبقارهم إلى هذه المجموعة التي تحوله في مصانعها إلى مسحوق خاص برضاعة الصبيان.
وقدم صاحب المجموعة اعتذاراته لأمهات وأولياء الضحايا مؤكدا بأنه مستعد لتقديم تعويضات مالية إلى العائلات. فرد عليه ناطق باسم جمعيات الآباء بأن لا ثمن لصحة فلذات الأكباد
وتحدثت وسائل الإعلام في هذا السياق عن وجود فضائح عديدة في عالم الصناعات الغذائية يذهب ضحيتها الملايين وخاصة في البلدان الفقيرة حيث يعد الموتى جراء ذلك بالعشرات الآلاف.