يعتبر رشيد لزرق دكتور العلوم السياسية، أن أسلوب تبادل الأدوار، بات أسلوبا أصيلا لتنزيل إستراتيجية قوى التدين السياسي، ذات الجذور الإخوانية.
و أضاف رشيد لزرق، في حديث لـ "أنفاس بريس"، بأن ما يظهر من حمم الصراع المتطاير، بين التيار البرغماتي الذي يتزعمه سعد الدين العثماني، و تيار المزايد الذي يتزعمه بنكيران، هو مجرد تكتيك سياسي الغاية منه تدبير الحكومة، و في نفس الوقت معارضتها، فبنكيران الذي لبس عباءة المعارض، و يتظاهر بالرجوع للوراء في نفس الوقت، يسير من خلال ستار الأزمي الذي يلعب دور واجهة بنكيران، بغاية تصريف خطة متفق عليها مسبقا تقوم على أساس تبادل الادوار، تخول لهم الاستفادة من الامتيازات الحكومية و في نفس الوقت عدم تحمل المسؤولية السياسية للقرارات التي يتخذونها.
وأعتقد - يردف المحلل السياسي، أن هذا الأسلوب يمثل ضربا قويا للفلسفة الديمقراطية، ووضوح الموقع، و كذلك قمة اللامبالاة والتعامل اللامسؤول بقضايا الوطن التي من الممكن أن تصبح أسبابا لكوارث مقبلة بدأت تلوح بوادرها عمليا في الأفق ..
وقد تجلت في عدة أحداث جرت في الآونة الأخيرة ، في العديد من مناطق المغرب ابتداء من الحسيمة، و زاكورة و جرادة...
و أكد لزرق أن ما يفعله بنكيران، هو تنزيل للعبة تبادل الادوار، الأمر الذي يقوي اتجاه العدالة و التنمية، على اعتبار أن الحزب بالنسبة لهم أولى من مؤسسات الدولة، و أكثر من الوطن.
وهكذا فالتياران يتفقان على الأهداف، لكن يحاولان تجاوز المحددات من عقبات، ومشاكل، وصعاب، وكلما كانت هذه العقبات شديدة فرض تيار المزايد صوته بصفة أكثر، بالنظر لإحساسه باستحالة الوصول إليها، وأنه مهما بذل من جهد فانه لن يصل إليها.
و هنا يتم البحث عن وسائل أخرى جديدة غير مرئية أو منظورة حاليا تمكنه من تحقيق هذه الأهداف في المستقبل.