الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

الفنان الرائد محمد المزكلدي في ذمة الله..

الفنان الرائد محمد المزكلدي في ذمة الله.. فقيد الأغنية المغربية وأحد روادها الأوائل محمد المزكلدي

توفي ليلة الاثنين 29 يناير 2018 بالمستشفى العسكري بالرباط ، الفنان المغربي محمد المزكلدي، بعد معاناة مع المرض.

ويعد الراحل من الرواد الأوائل في الأغنية المغربية، بدأ مساره الفني في الخمسينيات القرن الماضي، ويمتاز بحفظ سريع و نطق سليم وأذن موسيقية عالية والتزام بالإيقاع. كما يعتبر أحد الأسماء التي أسست صرح الأغنية المغربية، وساهم في تأسيس وتطوير العديد من الأجواق، يقال إنه أول فنان مغربي تذاع أغنيته من القاهرة.

ولد الفنان المزكلدي سنة 1932 بمدينة فاس، من عائلة مولعة بالفن والموسيقى، التحق في البداية بالكتاب ثم تابع دراسته بالمدرسة بعد ذلك التحق بجامعة القرويين، التي تخرج منها سنة 1948، كان مرتبطا بالطرب والغناء منذ صغره عن طريق بعض أصهاره، في أواخر الأربعينيات القرن الماضي تعرف على محمد فويتح وعبد الرحيم السقاط وأحمد الشجعي، والتحق بجوق «الشعاع» الفني الذي كان يترأسه الشجعي، ثم الجوق «العصري» التابع للإذاعة بعد تأسيسه، والذي كان يترأسه أحمد البيضاوي، حيث كان مطربا إلى جانب المعطي بنقاسم في هذا الجوق، بعد أحداث دجنبر 1952، على إثر اغتيال فرحات حشاد، وجه إليه أول إنذار من إدارة الإذاعة وخصم من راتبه.

وبعد أحداث 20 غشت 1953 تعرض للطرد من العمل بالجوق العصري للإذاعة، بأمر من الإقامة العامة، وتم إبعاده من طرف سلطات الحماية الفرنسية من الرباط إلى فاس. سيغادر فاس في اتجاه القاهرة رفقة عبد الرحيم السقاط، اسماعيل أحمد، بداية الخمسينيات. كانت له أذن موسيقية، يستمع إلى فنانين كبار ورموز الأغنية العربية مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش واسمهان وزكريا أحمد وغيرهم من رواد الطرب أنذاك، كما التقى بعضهم، أما عبد الحليم حافظ طالما رافقه في سهرات برامج «أضواء المدينة» بإذاعة مصر. ساعده في البداية بعض كتاب كلمات مثل أحمد الطيب العلج الذي كان يبعث له بالنصوص، والدكتور عبد السلام البقالي، وخالد مشبال اللذين كانا موجودين هناك بالقاهرة، كما تعامل مع حسن المفتي في أكثر من عشرين أغنية.

وكان رفيق أحمد الطيب لعلج، أحد سفراء الأغنية الوطنية بالمشرق، وبذل عقودا من الجهد للتعريف بالأغنية المغربية والإرتقاء بها.

رحم الله الراحل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.