الجمعة 17 مايو 2024
سياسة

زينب العدوي أمنا السلطة: من أخذ اللحم من ثلاجتي فهو غال (لص-خائن) ومن سرق مال الدولة فهو من بلاد الغال

 
 
زينب العدوي أمنا السلطة: من أخذ اللحم من ثلاجتي فهو غال (لص-خائن) ومن سرق مال الدولة فهو من بلاد الغال

كما أورشليم في "إنجيل متى" كذلك هي أكادير، قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين.. يأتي إليها الوالي/ العامل كما لو كان بيضة كيندر سوربريزKinder Surprise موجهة للأطفال.. بكثير من الأمل.. يتلى خطاب التعيين.. وبعد أيام تبزغ الحقيقة. بيضة كيندر لم تكن تحوي شوكولاطه، ولكن مخدر الميثامفيتامين.

يتحول الوالي/ العامل من ممثل الملك إلى قايد السلطان، وتتحول المدينة إلى نسخة من لندن ديري Londonderry في شمال إيرلندا؛ حيث طفل صغير يكتشف الحقيقة. إنه نسخة من الطفل الذي اكتشف عري الإمبراطور في رواية هانس كريستيان أندرسون الشهيرة.

أحب أن أكون هذا الطفل ولا ألتفت إلى ملاحظة ألبرتو مانغويل. هذا التوأم الغربي لعبد الفتاح كيليطو أيقظ في "القارئ" سؤالا حول مصير الطفل الذي واجه الإمبراطور المزهو بفضيحته؛ ولكنك عاري ياسيدي!! ملاحظة غابت عن "رادار" (تعبير مأخوذ من الإيديوليكت الصحافي للزميل عبد الرحيم أريري) أكاديمي بحجم "رولان غوري"، الذي اهتم بالكشف عن آليات صناعة المحتالين. يقول "غوري" كيفما تكونوا يُحتال عليكم. يعني أن كل مجتمع يتكفل بصناعة نماذجه الخاصة من المحتالين.

مباشرة بعد لباسها الأبيض الذي ظهرت به أثناء تنصيبها ممثلة للملك بأكادير وجهة سوس ماسة، ظهرت السيدة زينب العدوي بزي أحمر قان كـ "سانتا كروز"، بدون أيل الرنة، حاملة هدايا لإنقاذ مدينة مفلسة سياسيا، سياحيا، اقتصاديا، بحريا.. إداريا.. اجتماعيا... سكنيا.. عمرانيا. مدينة يلجأ مسئولوها للشعوذة لإبعاد أي زيارة ملكية.

شيء ما حدث للسيدة زينب العدوي. لقد تعرضت القاضية/ الفقيهة ممثلة الملك لبيزوتاج إداري محلي أجبرها على الظهور بمظهر قايد العلوة:

ؤياك أنا قايدي فالبيرو

اللي بغاتو ليام ايديرو

صايك العودة بالمجدول

ويلا حسدتوه ديرو كيفو.

تدور في الأسواق. تنظم الباعة المتجولين.. تقوم بإشهار غير قانوني لمختبر صهرها الطبي.. تظهر في قناة أجنبية غير متوفرة على اعتماد صحفي.. وتحمل قميصا مكتوبا عليه اسم منظم حفلات..

مكتب ديوانها أصبح صوريا بدون معنى كما قصيدة شعر عربية زمن الانحطاط يهجره (مديره) ويتركه لأيها كان..

تحول منصب عامل أكادير إداوتنان/ والي جهة سوس ماسة إلى تركة شاغرة. استصدرت "دولة أكادير السرية" حكما بتمويت الغائب (السيدة زينب العدوي) وبدلا عنها صارت متولية لشؤون العمالة والولاية.

اختفت القاضية التي قالت أمام أمير المؤمنين إن الإسلام يرى في الاعتداء على المال العام جريمة وحمايته فريضة. وإن العلماء أجمعوا على أن الغال (خائن الأمانة وسارق المال العام) عليه أن يرد ما غله (ما سرقه) ويسلمه  للإمام أو رئيس الدولة حتى يودعه في بيت المال المسلمين. وإنه من واجب الإمام معاقبته.

السيدة العدوي لا ترى في أكادير غير الأخيار. ونحن نقول "واش هاد السيدة تعرضات لشي دْيَارْ"؟

هل ثلاجتها التي قيل إنها سرق منها 500 غرام من اللحم يوم كانت والي على جهة الغرب أهم من المال المسروق بأكادير والذي يقدر بـ 842 مليار سنتيم إذا ما اكتفينا -فقط- بما سرقه الغُلاَّن من برنامج أكادير بدون صفيح  دون ذكر برامج أخرى.

الخادمة التي اتهمتها السيدة العدوي بسرقة "نص كيلو ديال اللحم" فضحتها وجرجرتها في المحاكم، وطبقت عليها كامل ما جاء في درسها أمام أمير المؤمنين في رمضان 2007 حول حماية المال العام في الإسلام.

لحم ثلاجة السيدة زينب العدوي هو من جنس مال بيت المسلمين وسارقه هو غال. أما سرقة 6000 بقعة من برنامج أكادير بدون صفيح وسرقة 842 مليار سنتيم فلا يعتبر من مال المسلمين ولا من مال الدولة؛ وللسيدة زينب العدوي اجتهاد في الموضوع؛ كل "غال" (خائن - سارق مال) في أكادير إنما هو من بلاد  "الغال" (فرنسا) لذلك فهو ليس بسارق؛ إنه فقط ينتمي لجهة جغرافيةC est juste un gaulois.

في ختام درسها الحسني/ الرمضاني حول "حماية المال العام في الإسلام" قالت الفقيهة والقاضية زينب العدوي: إن  تخليق الحياة العامة والحكامة الجيدة والمساءلة التي يحرص صاحب الجلالة على إرسائها تعد مرتكزا أساسيا لتحقيق الهدف الأسمى وهو تنمية شاملة ومواطنة لكافة المغاربة.

يبدو أن السيدة العدوي موجودة في أكادير وجهة سوس ماسة لسبب واحد فقط هو بيان أنها الفقيهة قاضية الحسابات التي قدمت علما كاذبا أمام أمير المؤمنين، وأن الدولة أخطأت حينما راهنت عليها للتبشير بالوجه الأنثوي لربيع عهد محمد السادس.

(يتبع...)