السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

بدر اعليلوش :اندثرت رمزية المدرسة العمومية..!!

بدر اعليلوش :اندثرت رمزية المدرسة العمومية..!!     بدر اعليلوش
للمدرسة العمومية رمزية اندثرت في بناء الأمة، كونها أداة لرقي الفرد والمجتمع،حملت آمال الجميع،ومثلها المدرسة الخصوصية التي ارتبطت في بداياتها بالحركة الوطنية والحفاظ على الهوية؛ فكانت المدرسة حلما.
غير أن المدرستين العمومية والخصوصية عرفتا تقهقرا كبيرا، فبعد أن كانت المدرسة شغفا صارت ملجأ لمن لا بديل له، ومرتعا لسلوكات منحرفة وعنيفة،وخريجين هزيلي التكوين، وموظفين محبطين،مستعبدين في التعليم الخصوصي، ومتعلمين متعجرفين يفخرون بأدائهم لمبالغ ضخمة جزء منها رواتب لمعلميهم.
أمام قلة من النجباء يخففون هول المأساة التي تسطع على مستوى التعليم العالي والبحث العلمي؛ في قطاع حساس هو قاطرة للتنمية الشاملة،دفعت ملك البلاد إلى إفراده بخطب سامية منذ 2012 في ذكرى لها دلالاتها: ''ثورة الملك والشعب''، دعت للإصلاح وأرست دعاماته.
المدرسة تحتضر، وبحاجة لتدخل يستجيب لأمال الأمة، لتمكين الجميع من فرص متساوية بغض النظر عن الظروف السوسيو اقتصادية، واعتبار التعليم الخصوصي شريكا في التعميم وجعل المدرسة العمومية تضاهيه في الرفاهية، لضمان الجودة للجميع، لتحقيق الارتقاء الفعلي بالفرد والمجتمع.
ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق تقليص تضخم الأدبيات، وتحقيق الريادة في التدبير واستحضار أقصى مستويات الصرامة والتحفيز والمحاسبة في مواجهة المعلمين والمتعلمين، تنزيلا للحكامة، وتجديد الترسانة القانونية، وتعزيز ضمانات وحماية المعلمين والأطر التربوية، وضرورة تعبئة المجتمع ومؤسساته '' لثورة جديدة لملك وشعب '' من أجل تعليم جيد.
                                                                                                      بدر اعليلوش، باحث وفاعل مدني