قال عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، بأنه ولو أن نهاية زعامة محمد عبد العزيز المراكشي أتت بسبب الموت، فإن ذلك لم يكن مفاجئا لداعمي أطروحة "البوليزاريو" الوهمية، على اعتبار المدة الطويلة التي قضاها الراحل على فراش المرض، مما أتاح دراسة كافة التصورات المحتملة لما بعد وفاته.
يضاف إلى هذا، يؤكد عبد السلام العزيز، في تصريح لـ "أنفاس بريس"، أن المسؤولين المباشرين عن تنصيب قيادات "البوليزاريو"، وهم طبعا جنرالات الجزائر، لا يتركون شيئا للصدف على هذا المستوى. ومن ثمة، فإن ما يعنيهم قبل الشخص هو خدمة أهدافهم أولا وأخيرا. بمعنى أن محمد عبد العزيز أو غيره لا يمكن إلا أن يكون في صلب تنفيذ مخططاتهم العدائية للمغرب، والرضوخ لإملاءاتهم ذات الطابع الانفصالي.
وعليه، يردف الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، لنا من التجارب ما يكفي للتأكد من أن المقبل من الأيام لن يأتي بجديد يستحق الذكر على مستوى تعامل "البوليزاريو" مع ملف الصحراء المغربية، بل حتى ما يمكن أن يحتمل بشأن الصراعات الداخلية لا يبدو تأثيره لقوة التحكم العسكري الجزائري في ترويض مآلاته كما فعل لعشرات السنين من قبل.
أما في ما يتعلق بالموقف المغربي لما بعد مرحلة محمد عبد العزيز، فإنه غني عن كل تعليق، يجيب عبد السلام العزيز، ليس إلا لإعلانه الدائم والثابت بخيار الحكم الذاتي أيا كان رئيس التنظيم، وكيفما كانت درجة الدعم الجزائري له، يبقى فقط ضرورة الرفع من وتيرة التصدي، خاصة وأن الوضع الدولي المبني أساسا على التحالفات يفرض تحركا أكبر والتخلي عن مجرد الاكتفاء بآليات الدفاع.