الجمعة 17 مايو 2024
سياسة

محمد عبد العزيز المراكشي يعود للوطن ، و كان الوطن غفورا رحيما .

 
 
محمد عبد العزيز المراكشي يعود للوطن ، و كان الوطن غفورا رحيما .

ومات محمد عبد العزيز المراكشي زعيم جبهة البوليزاريو، مات بأمريكا – حسب معطيات ما - والمعطيات الأخرى تقول بدفنه بالمنطقة العازلة بين المغرب والجزائر . والجزائر في حداد تام لمدة ثمانية أيام ... وولايتها بتندوف، أي جبهة البوليزاريو في حداد لمدة أربعين يوما ... و الجنازة رسميا تحميها و تحرسها الجزائر ..لترميها خارج حدودها بالصحراء المغربية ..و تبكي الجزائر فقيدها  بالتبني ..أكثر مما بكت شهداءها المليون و النصف ..

مات شيء في الجزائر و من الجزائر ... ولو كان القدافي حيا لكان له موقف خرافي آخر كما عهدنا هلوسة حكام المنطقة منذ سنوات الديكتاتوريات .

مات رجل أصل حقده وراهن على الرمال و التطلع لحكم صحراء كانت الجزائر واقع أرضها بتندوف، وراهنت عليها من أجل إقرار استرتيجية ضد تيار التاريخ، أملا في تمدد جغرافي .. بوصلة تتيه مرة أخرى لجزائر تائهة، يحكمها  شبه ميت أو مومياء عبد عزيز آخر أضعف  قدرة من  عبد العزيز الراحل  ... و جنيرالات الجزائر تهمهم الحكاية .. حكاية الموت.

فماذا لو مات رسميا عبد العزيز بوتفليقة ؟

ستأمر كل جنيرالات الجزائر بدفنه في أراض مغربية قرب وجدة، لعلهم يجعلونها منطقة متنازع حولها. لكن روح بوتفليقة ستخاف من الموقف  لا محالة. وحراس الجنازة سيتآمرون.. وسيعلن الحداد ثمانية أيام بالجزائر، وأربعين يوما بمنطقة تندوف...وسيتم أخيرا أو منطقيا أو تاريخيا دفن عبد العزيزين المراكشي وبوتفليقة في منطقة عازلة بين الدولتين العدوتين، المغرب والجزائر .

التاريخ يطوي صفحات و يفتح صفحات ، و المتاجرة بالموتى كالتمثيل بالجثث. وخفت كثيرا حين تتبعت ريبورتاجا جزائريا حول عبد العزيز المراكشي .. خفت كثيرا على الجزائر أكثر مما أخاف على المغرب ..

وإذا كان دفن عبد العزيز المراكشي سيتم بأراض مغربية صحراوية فهي من باب  المقولة إن الوطن غفور رحيم .. ولو بعد الموت . فأهلا بكل من يريد أن يموت ...و يدفن بالمغرب ، حتى لو تعلق الأمر بعبد العزيز بوتفليقة ، بعد عبد العزيز المراكشي ، وبعد كل أصناف التحنيط ..