الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز :أمريكا تنتصر لديمقراطية إسرائيل المزيفة وتهزم الاتحاد الأوروبي

أحمد بومعيز :أمريكا تنتصر لديمقراطية إسرائيل المزيفة وتهزم الاتحاد الأوروبي أحمد بومعيز
لم تمر زيارة نائب رئيس أمريكا " مايك بينس " إلى إسرائيل من دون إشارات قوية سياسيا في شأن القدس وفلسطين والمنطقة . وحتى وإن رفض الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن استقباله ، فقد حضي بينس باستقبال كبير في إسرائيل كما كان منتظرا . ومن أهم محطات ورمزية حضوره كلمته أمام الكنسيت الإسرائيلي حيث احتج 13 من أعضائها العرب ضده رافعين صور القدس و المسجد الأقصى ، وحينها لم يتردد أمن الكنيست في أمر رميهم خارج المقر وتمزيق صور القدس والمسجد الأقصى أمام الكامرات ، وتصفيق باقي الأعضاء الإسرائيليين ، وشماتة " بينس" ..
هو " مايك بينس " معروف بمواقفه المعادية لفلسطين ، وله كل الفرصة كل يفرح بخطاب أكد فيه قرار رئيسه" ترامب" بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ، وأجرأة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قبل متم سنة 2019 .
وبالمقابل ، حاول الرئيس عباس أبو مازن استمالة موقف الاتحاد الأوروبي كي تعترف أوروبا بدولة فلسطين في أفق تهيئ أجواء التفاوض المنتظر أو المستحيل من أجل السلام المؤجل في المنطقة . لكن يبدو أن أوروبا عاجزة عن مجاراة أمريكا ، أو أنها غير راغبة في إغضاب " ترامب "، فبدت غي متحمسة للاعتراف الكامل بفلسطين ، وحاولت فرنسا تليين الموقف بالدعوة إلى شراكة لن تسمن ولن تغني من جوع يرهن قضية فلسطين .
ترامب و إسرائيل يحسبون أجنداتهم جيدا ، ويراهنون على واقع الأمر، وتثبيت موازن القوى في المنطقة ، وأوروبا تساير منهجيات التحول في خجل دبلوماسي، رغم تحركات فرنسا بزعامة رئيسها "ماكرون" المشاكس مؤخرا في السياسة الخارجية لكل أوروبا . وروسيا منشغلة في تشكيل جزء آخر من الشرق الأوسط انطلاقا من سوريا و إيران كي تتحكم في مصالحها ، وتستدرك الصراع حول قيادة العالم الذي فقدته منذ "بروستريكا" التسعينيات و تحلل الاتحاد السوفياتي . والدول العربية في صراعاتها الداخلية منهمكة ، ولم تعد قضية القدس أو حتى فلسطين أولوية لديها ..والقدس وفلسطين تحاصرها إسرائيل وأمريكا معا ...
لكن ، رغم كل الأجندات والحسابات والسياسات والحروب التي تملأ منطقة الخليج و الشرق الأوسط و منطقة البحر المتوسط ، تبقى قضية فلسطين والقدس مفصلية ومحورية ، ومحددة لمسار النزاع الدولي بكل التركيب والتعقيد التاريخي ، ولن يحل السلام إلا بحل عادل لقضية فلسطين والقدس ... إن كانت هناك إمكانية للسلام .