Tuesday 29 April 2025
سياسة

السيدة زينب العدوي: أمنا السلطة أنا "كافرة" بدستور 2011 ومع ذلك أريد أن أكون مستشارة ملكية!!

السيدة زينب العدوي: أمنا السلطة أنا "كافرة" بدستور 2011 ومع ذلك أريد أن أكون مستشارة ملكية!!

السيدة زينب تريد أن تكون وجها وعنوانا أنثويا لإصلاحات عهد محمد السادس. سيدة تخالط الرجال في المسجد. تترأس أعياد المولد النبوي. تخرج لصلاة الاستسقاء. تتولى -وهي ممثلة الملك- مهمة النيابة عن أمير المؤمنين. وتقوم بمهام الإمامة الصغرى مع ما يستتبع ذلك من نقاشات فقهية شديدة الحساسية.

غير أن السيدة زينب العدوي تبين عن أنانية مفرطة. فهي تريد أن تكون صورة ترويجية بدون أثر. والي-لايت. والي عديم القدرة على الانتماء إلى زمن محمد السادس الدستوري.

أشياء مثل الحكامة، وربط المسؤولية بالمحاسبة والتنمية... كلها أشياء "غير ديال بلعاني" بالنسبة للسيدة زينب العدوي. في آكادير، مثلا، يمكن لها أن تبحث عن اختفاء 17 بقعة أرضية كانت مخصصة لبناء مدارس ابتدائية في الحي المحمدي. كما يمكن لها أن تبحث عن استفادة كثير من "نزلاء مقر عمالة آكادير-إداوتنان" من برنامج آكادير بدون صفيح. أو تبحث عن سر اختفاء مجموعة من الثانويات والإعداديات في حي أدرار وأنزا العليا. أو سر اختفاء مساحات كانت مخصصة للمساجد. أو سر اختفاء مساحة كانت مخصصة لكلية الطب. بدل كل هذا تفضل السيدة العدوي معاقبة "خطافة" منطقة تادارت شمال آكادير، وتحاسب أصحاب "لافراي" في منطقة تيكيوين  لأنهم "اعتدوا" على الملك العام .!!

عدم قدرتها على محاسبة آكلي المال العام يزكي صورة المرأة في المخيال الشعبي "شاورها ؤمادير بريها"، وهي ذات الصورة التي يعكسها القاموس التداولي لكلمة "امرأة" في اللغة العربية. (المرأة من فعل مرِئ. وتعني الطعم. والمرأة مفرد حُرمة ومنه اشتق اسم حرامي=اللص. وتجمع المرأة على غير جنسها فيقال نساء والجدر نسا/ ينسو.. ومنه نسوة ونسيان).

لا تفهم السيدة العدوي أن إصلاحات الملك في مجال المرأة فيها كدح كبير. ومواجهة غير مرئية بين "اللغات" القائمة في البلاد (الفرنسية، العربية، الأمازيغية).

لا يسمح المجال التداولي لكلمة "امرأة" في اللغة العربية بِتَسَيِّدِ المرأة وتوليها وظائف الرئاسة بالتعبير الخلدوني. وتأتي الممارسات الفقهية والسياسية لتزكي وضعا محسوم لغويا.

إنه لئن كان من المتعذر إحداث استبدالات قيصرية لغوية في البلاد؛ فإن دستور 2011 سمح بإنشاء  "طرق محاذية" للطريق السيار العام مكن الدولة والمجتمع للمرور إلى "باحات استراحة" لتمرير "وضعيات صعبة".

داخل اقتصاد لغوي آخر (أمازيغي هذه المرة)؛ فإن المرأة  (تامغارت) كبيرة القوم ترادف الحكمة. ومنها أمغار (الشيخ العارف). وتامغرا (الفرحة) وتامازيرت (الوطن).

لنخمن إذن حجم المنجز النسوي المتحقق مع دستور 2011. لقد سمح "لامرئيا" بتمرير في وضعية المرأة الصعبة من مجال  لغوي يستحيل فيه تحقيق انجاز المناصفة إلى مجال لغوي أخر (أمازيغي) لا يعبر فقط عن قابليته في احتضان "وضعية مأمولة" للمرأة؛ وإنما يمثل وضعية الأصل بحكم أميسية السند اللغوي الذي يعكس تمظهرات المرأة في المجتمع وعلاقاتها المختلفة معه .

والي جهة سوس ماسة عامل عمالة آكادير إداوتنان هي نموذج الردة والنكوص للمسؤول الذي لم تبحث الدولة في "مخه" جيدا .

تريد السيدة زينب العدوي أن تكون داخل زمن محمد السادس من جهة التمثيلية (حولتها إلى تمثيلية شعاراتية-فرجوية. وهي بذلك تعطي الانطباع أن إصلاحات الملك هي إصلاحات غير جدية. لا يمكن الوثوق بها)، كما تريد أن تكون داخل زمن المغرب السلطاني (احتقار السياسيين والأحزاب.. البذخ البروتوكولي.. والبحث عن المداحين للتغني برفاهية لا يراها غير الشخص الممدوح).

أفعال السيدة زينب العدوي هي تثبيت لأعراض متلازمة توريت؛ حيث المريض  يقوم بأفعال لاإرادية.  يده اليمنى يمكن أن تنهمك في توثيق أزرار القميص فيما اليد اليسرى تعاكسها وتفك ما ثم توثيقه. هذا ما تفعله السيدة زينب العدوي بالتحديد.. ففي الوقت الذي تسعى فيه الدولة تغطية عريها عبر لباس الديمقراطية (اللباس هو ما يجعل الجسد دالا كما يقول هيغل)، تقوم السيدة الوالي بالكشف عن هذا العري.. بأفعال كوربولالية؛ حيث سوء التصرف بمنطق ممثل الدولة والملك يعوض بذاءة وفحش الكلِم الكوربولالي عند المصاب بمتلازمة توريث.

هناك تورم بروتوكولي عند السيدة زينب العدوي مع التأكيد أنه خال من كل خصوبة في الإنجاز. إنها أبشع صيغة لفينوس ويلندورفVenus Willendorf  يمكن العثور عليها. تقول السيدة زينب العدوي إنها تعرف مقر العمالة جيدا فهي (دائما حسب قولها) "طلعات لسطح العمالة ؤُهبطاتْ للّْكَابْ".

لاحظوا أن هذه الجملة يمكن أن تستغل فكاهيا. يمكن أن نتتخيل شخصية الشعيبية في المشهد التالي. تتقدم الشعيبية للانتخابات. تفوز. تصبح رئيسة جماعة ترابية. في أول زيارة لها لمقر الجماعة تقوم بتفقد سطح البناية. ثم تتفقد "صوصولها"؛ وحينما يسألها كبور :

- آآآشعيبية آشنو كاديري؟

ترد الرئيسة الشعيبية:

- كنفتش على الضواصا.

هناك دستور لابد للوالي زينب العدوي أن تزور سطحه وتخالط قعره.., وإلى أن يتحقق ذلك، فإن السيدة العدوي لن تكون، بالمطلق، صنوة للراحلة العظيمة السيدة زوليخة الناصري.. يمكن أن يعول عليها في إدارة الملفات الاجتماعية لملك البلاد.