حدث سياسي بارز ومهم عرفته منطقة الرحامنة خلال نهاية هذا الأسبوع اعتبره المتتبعون للشأن الوطني جدير بالتحليل والنقاش لوضعه في الخانة التي يستحق من خلال السؤال التالي " هل نحن فعلا نعيش في مغرب ما بعد دستور 2011، وما هو التصنيف الحقيقي الذي يمكن أن نضع فيها مسئولية السلطة المحلية وقراراتها الإدارية أتجاه ما وقع "، فبالأمس القريب نضم حزب العدالة والتنمية مجموعة من التجمعات الخطابية بالعديد من المدن المغربية في الساحات العمومية ترأسها وزراءه وصقوره دون أن يطالها المنع، في حين أن هناك تجمعات سياسية وحقوقية سواء بالمرفق العمومي أو الهواء الطلق لم يكتب لمنظميها أن يتقاسمون مع المواطنين وجهات نظرهم، ليبقى السؤال حارقا منتصبا أمام حكومة أجهزت على الكثير من المكاسب والحقوق التي ضمنها الدستور.
بالرحامنة كما هو حال مدننا المغربية توجد أحزاب سياسية ، أوكل لها المشرع تأطير الشعب والتواصل مع كل فئاته سياسيا والحرص على تشبعه بالقيم الوطنية والدفاع عن حقوقه كاملة والقيام بواجباته دون نقص، لكن حدث منع حزب المؤتمر الوطني الاتحادي من القيام بواجباته التي أطرتها مدونة قانون الأحزاب يدخل في باب ( طلع تاكل الكرموس نزل شكون قالها ليك ) حيث منعت السلطة المحلية هذا الفصيل من إقامة اللقاء التواصلي بين ساكنة عاصمة الرحامنة بمدينة بن جرير مع القيادي السياسي عبد السلام العزيز بساحة الجماعة ، فأصدر الجهاز الإقليمي بلاغا قال فيه " تعلن الكتابة الإقليمية لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي بالرحامنة، أنه بعد منع إقامة النشاط الحزبي بساحة الجماعة فقد تقرر نقله إلى مقهى مركب الفردوس بجماعة صخور الرحامنة كما نخبر كل الحزبيين والمتعاطفين بصخور الرحامنة أن اللقاء لازال قائما في نفس الوقت مع تغيير المكان" .
ما وقع بالرحامنة يساءل منصب رئيس الحكومة قبل أي مسؤول وزاري بحكومة بن كيران لأنه هو الجدير بالدفاع عن كل القوانين التي تؤطر علاقة المغاربة مع المسؤولين، بل أنه يعتبر الحصن والواقي الذي يقي المواطن من الجبروت والتسلط والقمع، على اعتبار أنه يملك من السلطات والآليات ما يجعله يؤمن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل المغاربة دون تحيز.
فحسب تتبعنا لنضالات الأحزاب السياسية بالرحامنة نجزم أن سبب منع هذا الحزب يرجع بالأساس إلى " شغبه " السياسي في الساحة الحقوقية والاجتماعية والنقابية وتواجده الدائم بجانب مهضومي الحقوق والمطالبين بالتشغيل وانتصابه طرفا للدفاع عن مطالب ساكنة الرحامنة في التنمية الشاملة، وتصديه لكل بؤر الفساد وفضحها بكل الوسائل المشروعة، والدليل على ذلك آخر عمل ساهمت فيه مكونات الحزب في الجبهة المحلية للدفاع عن مطالب الرحامنة والمشاركة في المسيرات والاعتصامات والوقفات دون أن ننسى إنجاز أكبر لافتة بطول 300 متر كتبت عليها كل المطالب والانتظارات والتطلعات التي يحلم بها شعب الرحامنة، ولعمري أن هذا " الشغب "هو ما نحتاجه اليوم بشكله الحضاري والسلمي لرد الاعتبار للعمل الحزبي والسياسي المسئول.
تشبت حزب المؤتمر الوطني الاتحادي بنشاطه السياسي وحول لقاءه التواصلي مع الأمين العام الأستاذ عبد السلام العزيز بمركب الفردوس الذي يقع في مجال تراب جماعة الصخور الرحامنة يوم الأحد 22 ماي 2016 ،وكان التجمع حاشدا لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي،ورغم قرار المنع تنقل الرحامنة المتعطشون للتواصل والتغيير في مختلف وسائل النقل من أجل لقاء الأمين العام للحزب الذي قال ما يجب قوله في لحظة مفصلية من راهننا وواقعنا المغربي .