استغرب الأئمة وخطباء المساجد بوجدة لتأجيل اللقاء الذي كان يعتزم المجلس العلمي بوجدة تنظيمه يوم السبت 28 ماي 2016، في موضوع المخدرات. وعلم من مصدر مقرب من المجلس أن مصطفى بنحمزة تلقى تعليمات من أجل إلغاء هذا اللقاء ،ﻹلجامه عن التهجم عن حزب الأصالة والمعاصرة ، كما حدث يوم السبت 14 ماي 2016، حيث نعت الذين يدعون إلى تقنين الحشيش بالقتلة، في إشارة واضحة للأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة. كما علم من مصدر مطلع تأجيل ندوة كان يعتزم المجلس العلمي بالحسيمة تنظيمها، وقد سبق أن أشرنا إلى إلغاء نشاط آخر من تنظيم توفيق الغلبزوري رئيس المجلس العلمي للمضيق.
إن تدخل المجلس العلمي الأعلى ﻹلغاء هذه الأنشطة يدل على انزياح بعض رؤساء المجالس العلمية عن الضوابط المؤطرة للشأن الديني بالمغرب، وذلك بالوقوف نفس المسافة من جميع الأحزاب السياسية، والابتعاد عن الصراعات السياسية والإيديولوجية.
كانت مراهنة مصطفى بنحمزة قوية على حضور وزير الأوقاف والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى لهذا اللقاء، لترتيب خطوات حملته السياسية، من المدخل الديني، ضد حزب الأصالة والمعاصرة، لصالح حزب العدالة والتنمية، لكن يظهر أن يقظة "التوفيق" و"يسف" أرجعت الأمور إلى نصابها.
هذا ويرى البعض أن تركيز مصطفى بنحمزة الحديث عن المخدرات دون القرقوبي، وهو في المنطقة الشرقية، إنما يخدم خارجيا الجزائر، وعلى المستوى الداخلي يخدم حزب العدالة والتنمية.
والملاحظ أن الانفلات في الوظيفة الدينية لم يعد مقتصرا على القيمين الدينيين المحسوبين على الحركة الأصولية، بل أصبح نهجا ثابتا في بعض المؤسسات الدينية. فهل تم استيعاب أن الفتق يتسع على الرقع بوتيرة غير محسوبة؟