الاثنين 6 مايو 2024
سياسة

عائشة رحال: أنا الصحراوية الوحيدة التي فضحت أكاذيب الانفصالية أمينتو حيدر بالمحافل الدولية

عائشة رحال: أنا الصحراوية الوحيدة التي فضحت أكاذيب الانفصالية أمينتو حيدر بالمحافل الدولية

نفت عائشة رحال، رئيسة مؤسسة نساء صحراويات من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، أن صوت الصحراوي المدافع عن القضية الوطنية مقموع بالخارج، مشيرة إلى أن تحركاتها قوبلت بالترحيب من قبل عدد من المسؤولين والخبراء الذين لم يعتادوا سماع أصوات صحراوية تدافع عن الوحدة الترابية.. كما تطرقت إلى الدعايات الكاذبة التي يقوم بها أنصار البوليساريو وتخويفهم من أجل ثنيهم عن القيام بواجبهم في الدفاع عن القضية الوطنية بادعاء مساندة بلدان معينة وأحزاب معينة للأطروحة الانفصالية ومنها حزب "بوديموس"، حيث صرح أعضاء بنفس الحزب -تضيف- بحيادية الحزب مؤكدين أنهم لم يعتادوا سماع أصوات المغاربة الصحراويين.

+ كيف تنظرين كناشطة حقوقية صحراوية إلى المحاولات المتكررة لزرع الفتنة وإحداث البلبلة وافتعال الأزمات داخل الأقاليم الجنوبية من طرف خصوم الوحدة الترابية؟

- أعتقد أن الأمر يتعلق بخطط مدروسة من طرف العدو وفقا لأجندة جزائرية طبعا، وأعتقد أن نجاحهم في إحداث البلبلة من حين لآخر يعود إلى تقصير البعض من المغاربة الصحراويين، حيث لا يتحركون إلا بعد حدوث ما يستهدف الوحدة الترابية .

+ ألم يحن الأوان لتأسيس دبلوماسية مدنية مبادرة بدل الاقتصار على ردود الأفعال؟

- طبعا نحن كمناضلين أحرار نؤمن بالدبلوماسية المبادرة، ونحن لا نقبل بتحويلنا إلى ما يشبه قطع الشطرنج، فقضية الصحراء هي قضية كل المغاربة كما جاء في خطاب صاحب الجلالة، وهو ما يفرض علينا الدفاع عن قضيتنا بكل ما أوتينا من قوة.. فها هو صاحب الجلالة يقوم بجولات مكوكية دفاعا عن قضية وحدتنا الترابية بينما البعض من النخب الصحراوية غارقون في سبات عميق. لذا فالدفاع عن قضية الصحراء يتطلب تعاون وتجند الجميع، كما ينبغي التخلص من بعض الأفكار السلبية والتي تشكك في تحركات النشطاء الصحراويين المدافعين عن القضية الوطنية واتهامهم دون موجب حق بالسعي وراء خدمة المصالح الخاصة. فنحن مناضلون أحرار ندافع عن قضية الصحراء بعيدا عن الريع أو خدمة المصالح الخاصة. وكما تعلمون فإن الدفاع عن القضية الوطنية ليس بالأمر الهين، حيث نتعرض لمضايقات من قبل نشطاء البوليساريو والدولة الجزائرية، بل حتى داخل البلاد من قبل أشخاص لهم وجهين، وجه مع المغرب ووجه آخر مع البوليساريو، وهم يحاولون ترضية الخواطر فقط وغير قادرين على الجهر بمواقفهم لوسائل الإعلام، بالإضافة إلى طبقة أخرى تستفيد من الريع ولا تحرك ساكنا وتفضل بقاء الوضع على ما هو عليه .

+ من تقصدين بالضبط؟

- أقصد كل من يفرط في القضية الوطنية.. كل شخص قادر على الدفاع عن القضية الوطنية ومع ذلك يلتزم الصمت.

+ كيف تفسرين تقصير جمعيات المجتمع المدني المغربية بالخارج في الدفاع عن القضية الوطنية مقابل التحرك الدؤوب للجمعيات الموالية للانفصاليين؟

- سأتحدث عن جمعيتنا، فهي تأسست بإسبانيا خصيصا للدفاع عن القضية الوطنية ولتجاوز المشاكل التي تطرح على مستوى المحافل الدولية.. وخلافا لما قلته فليس هناك تقصير من قبل جمعيات المجتمع المدني بالخارج، بل الأمر يتعلق بسيادة المحسوبية والزبونية واستغلال القضية الوطنية لقضاء المآرب الخاصة، وهناك الكثير من النشطاء من يزورون الخارج من أجل التبضع والاستجمام، ولا يجرؤون على الدفاع عن القضية الوطنية في مواجهة الانفصاليين. بالمقابل نجد مناضلين أحرار يقومون بأعمال كبيرة من مالهم الخاص ثم يعودون غانمين إلى أرض الوطن. والدليل على ما أقول هو أنني قمت بمبادرة شخصية بزيارة نيويورك ومكثت هناك لمدة 25 يوم، حيث كانت تتواجد الانفصالية أميناتو حيدر، وقصد نفس الخبراء الذين اتصلت بهم حيدر، وقد لقيت كل الترحيب من طرف هؤلاء. ولهذا السبب لا ينبغي الجزم بكون صوت الصحراوي المدافع عن القضية الوطنية مقموع بالخارج، بل بالعكس تقابل تحركاتنا من قبل المسؤولين والخبراء الأجانب بالترحيب، مشيرين إلى كونهم لم يعتادوا سماع أصوات صحراوية تدافع عن الوحدة الترابية.. والآن هم أضحوا مقتنعين بوجود صحراويين وحدويين مقابل وجود صحراويين موالين للجزائر وجبهة البوليساريو.

+ تتحدثون عن أميناتو حيدر بنوع من التمجيد من حيث لا تقصدون، ألم يحن الوقت لسحب البساط من تحت أقدام الانفصاليين بالخارج؟

- بالعكس.. أنا لا أتحدث عن أميناتو حيدر بنوع من التمجيد كما تقولون، ويمكنكم العودة إلى ما كتب عني من طرف إحدى الصحف الصادرة بنيويورك، والتي وصفتني بكوني المرأة الصحراوية الوحيدة التي استطاعت أن تهزم أمينتو حيدر، حيث سحبت منها البساط منذ السنة الماضية حين زرت نيويورك، حيث فضحت أكاذيبها ومسرحياتها.. وقد وفقني الله في الانتصار عليها حين تحدثت للصحف العالمية وعبرت عن وجهة نظري بخصوص قضية الصحراء، وكان لي الشرف في التصدي لطروحات أمينتو حيدر بالخارج.

+ وماذا عن زيارتك الأخيرة للبرلمان الأوروبي ببروكسيل لفضح طروحات الانفصاليين؟

- زيارة بروكسيل استهدفت المجموعات البرلمانية التي صوتت ضد المغرب، وللإشارة فهم ليسوا أعداءنا كما يروج، ولكن المشكل يكمن في الضعف الشديد للصوت الصحراوي المغربي بالبرلمان الأوروبي، حيث استقبلوني وعبروا عن احترامهم لوجهة نظري كصحراوية مدافعة عن الوحدة الترابية. كما أنني زرت يوم الثلاثاء الماضي البرلمان البريطاني، وقد عبرت بالمناسبة عن انتقادي الشديد للتصريح المستفز لبان كي مون الذي ارتكب خطأ جسيما بإساءته إلى هيئة الأمم المتحدة بدل السعي لإيجاد حل لمشكلة الصحراء. للأسف هناك جهل للبرلمانيين الأوروبيين بقضية الصحراء، وهناك تعتيم شديد من قبل البوليساريو التي تلعب دور الضحية وتنفي وجود صحراويين وحدويين.

+ هل حاولت إبراز وجهات نظرك لدى الأحزاب السياسية الأوروبية؟

- بالطبع.. حيث تلقيت دعوة عبر الهاتف مؤخرا من طرف رئيس حزب بريطاني، لحضور لقاء تواصلي مع أحزاب سياسية في إطار دفاعي عن القضية الوطنية. وهنا لابد من الإشارة أن أنصار البوليساريو يحاولون نشر الأكاذيب في أوساط النشطاء الصحراويين، والتي تستهدف تخويفهم وثنيهم عن القيام بواجبهم في الدفاع عن القضية الوطنية من خلال ادعاء دعم بلدان معينة لجبهة البوليساريو من قبيل بريطانيا والسويد إلى جانب حديثهم عن دعم حزب "بوديموس" للبوليساريو، وهذا أمر غير صحيح، حيث قابلت أعضاء "بوديموس" الذين أكدوا لي حياد حزبهم، مشيرين إلى أنهم اعتادوا سماع الأطروحة الانفصالية، ولم يعتادوا سماع أصوات المغاربة الصحراويين .

+ ماذا عن الإعلام الدولي، هل حاولت استغلال هذه المساحة المتاحة لفضح أكاذيب الانفصاليين؟

- هناك تقصير في هذا المجال مقارنة مع البوليساريو، فأنا الصحراوية الوحيدة التي أتحرك بالسويد باعتباري عضوة شرفية لجمعية بلا حدود السويدية، ولدي علاقات طيبة في هذا البلد، وأنا الصحراوية الوحيدة التي زارت السويد على حسابي الخاص إبان الأزمة التي حدثت أخيرا، حيث دخلت البرلمان السويدي بالتزامن مع دخول الانفصالية أمينتو حيدر، وتمكنت والحمد لله من تحقيق نتائج طيبة، حيث أجريت حوارات مع الصحف السويدية وكنت أتتبع تحركات أمينتو حيدر خطوة خطوة لفضح أكاذيبها فيما يخص قضية الصحراء.. كما أنني أجريت خلال الأسبوع الجاري لقاء مباشر مع قناة "حوار" اللندنية، والذي قوبل بتفاعل طيب من قبل مشاهدي هذه القناة التي أنوه بحياديتها ومهنيتها العالية، كما أنوه بمهنية الإعلامي جمال أحمد معد برنامج "قضية وحوار". وأقول في النهاية إنه يلزمنا أن تكون دبلوماسيتنا مبادرة وليست قائمة على ردود الأفعال .