الاثنين 6 مايو 2024
سياسة

البشير الدخيل:تعييني ضمن الأكاديمية الدبلوماسية الإسبانية اعتراف رسمي بأن الصحراويين ليسوا هم البوليساريو

البشير الدخيل:تعييني ضمن الأكاديمية الدبلوماسية الإسبانية اعتراف رسمي بأن الصحراويين ليسوا هم البوليساريو

يرى البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو أن عيينه عضوا ضمن الأكاديمية الدبلوماسية الإسبانية، يعد بمثابة اعتراف رسمي أن الصحراويين ليسوا هم البوليساريو، وعلى أن هناك صحراويون يبذلون جهود كبيرة من أجل تحقيق التعايش السلمي وأن تكون هناك دولة قوية من طنجة إلى الكويرة مشيرا إلى أن المغرب هو الدولة الوحيدة في العالم العربي التي يحصل الشرف أن تكون لها عضوية الأكاديمية الدبلوماسية الإسبانية وهو ما سيمكنه من فتح قنوات للتواصل خدمة للقضايا الوطنية في إطار الدبلوماسية المدنية.

تم تعيينك،مؤخرا، من طرف الأكاديمية الدبلوماسية للمملكة الإسبانية بصفتك كأكاديمي، ففي أي سياق يمكن إدراج هذا التعيين؟

دعني أقول لك في البداية أنكما تعلمون فإسبانيا تتوفر على الأكاديمية الدبلوماسية سكريترتها  تنتمي للعائلة الملكية الإسبانية،  أما مجلسها فيضم كبار يضم شخصيات من العالم ككل والتي تختار شخصيات متنوعة وضمنهم سفراء كبار و مفكرين ويتم خلال كل عام اختيار أكاديميين جدد، حيث اختارني مجلس الأكاديمية من أجل الانضمام إليها وهذا بمثابة اعتراف بمجهوداتي الشخصية كما أن هذا التعيين يفتح آفاق أمامي من أجل تمرير الخطاب الذي أتبناه  وإبراز وجهة نظري خصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء والتي تحظى بتأييد من مختلف الدول الديمقراطية في العالم .

وهل حاولت  إبراز وجهة نظرك فيما يتعلق بالقضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الصحراء ؟

طبعا..هم رشحوني من أجل الانضمام إلى الأكاديمية من أجل التعرف عن قرب على مواقفي وهذا يعد اعتراف بمسار علما أن هناك أشخاص طالما عبروا عن رغبتهم في الانضمام إلى الأكاديمية الدبلوماسية بإسبانيا دون ان تحظى طلباتهم بالقبول، ولذلك فهم يشترطون مواصفات معنية من أجل قبول أي عضو في الأكاديمية وطبعا هذا بالنسبة لي اعتراف كبير وشعوري كبير بهذه المناسبة ، فهذا التكريم هو أولا اعتراف بمجهودات لأنني ولمدة 43 سنة أناضل من أجل الإنسان وأناضل من أجل الاستقرار في شمال إفريقيا إلى جانب نضالي من أجل الديمقراطية ومن أجل أن يحدث التفاهم بين دولة كبيرة وهي المغرب ودولة أخرى كبيرة في جنوب أوروبا وهي إسبانيا ضمانا للمصالح المشتركة وضمانا أيضا لحدوث تصالح فعلي حقيقي على أساس شعار " رابح رابح " للجميع .

ماذا عن الدلالات السياسية لهذا التعيين، خاصة في مواجهة خصوم الوحدة الترابية للمغرب ؟

أهم دلالة وهي أن هناك من يريد أن يرى الأمور بطريقة أخرى، بطريقة سلمية ومعقولة أولا وثاني الدلالات السياسية وهي أن هذا التعيين يعد اعتراف بأن الصحراويين ليسوا هم البوليساريو، وعلى أن هناك صحراويون يبذلون جهود كبيرة من أجل تحقيق التعايش السلمي وأن تكون هناك دولة قوية من طنجة إلى الكويرة وثالث الدلالات السياسية وهي أن هناك دولة والتي لا يمكن حصرها في الوزير الأول أو وزير الخارجية..هناك دولة وروح دولة والتي لها مصالحها ولها نواياها مع المغرب وخصوصا بعد آخر قرار أممي فيما يتعلق بقضية الصحراء أما دلالتها الرابعة هي فتح الآفاق لتبادل وجهات النظر ليس فقط مع إسبانيا والتي هي عضو في الإتحاد الأوروبي بل مع مختلف بلدان العالم وضمنها سفيرة هنغاريا الذي تم قبول عضويتها مؤخرا ، والمغرب هو الدولة الوحيدة في العالم العربي التي يحصل الشرف أن تكون لها عضوية الأكاديمية الدبلوماسية الإسبانية وهذا شيء مهم، إذ يفتح قنوات مهمة للتواصل ينبغي استثمارها لخدمة القضايا الوطنية وهنا يمكن الحديث عن الدبلوماسية المدنية التي يسميها البعض الدبلوماسية الموازية وأعتقد أن الهدف الأساسي من الدبلوماسية هو أن يكون هناك "رابح رابح" .

وكيف تفاعل الإعلام الإسباني مع حدث تكريمك، علما أن خصوم الوحدة الترابية استطاعوا اختراق عدد من القنوات الإسبانية، وكذا منظمات المجتمع المدني بإسبانيا ؟

خصوم المغرب ينحصرون أساسا في بعض الأصوات من أقصى اليسار بالدرجة الأولى، صحيح أنهم يحدثون ضجيجا قويا لكن بمجرد التحدث إلى شخصيات كبيرة على غرار الشخصيات التي التقيت بها في الأكاديمية الدبلوماسية الإسبانية فهم يدركون جيدا الدور الذي يلعبه المغرب ويعرفون قيمته الأساسية وأشير أن أول شخص هو رئيس Correra andalusia والتي تضم صحافيين كبار ، طبعا هناك زوابع يحدثها خصوم المغرب التي يراد منها أحداث نوع من الضجة،  لكن بالمقابل هناك مواقف مختلفة وهي مواقف الدولة الحقيقية وصراحة فخصوم المغرب لم يتمكنوا من اختراق المجتمع الإسباني، وللتوضيح فإسبانيا لا تنحصر في " بوديموس " أو اليسار الموحد ولا تنحصر في جمعية أو جمعيتين بل هي دولة كبيرة وعريقة وتضم الكثير من اللوبيات والأهم من هذا هو أن كبار رجالات الدولة والذين لهم دور هم أعضاء في الأكاديمية الدبلوماسية .

أنت من الصحراويين العائدين الذين يتبنون الطرح الوحدوي، فكيف يمكن استثمار طاقات وكفاءات الصحراويين العائدين في مواجهة خصوم الوحدة الترابية ؟

هذا سؤال ينبغي أن يوجه لأصحاب القرار، ولن أقبل وصفي بالعائد علما أن هذه الكلمة انتهى زمنها وظرفيتها وحتى النظام الذي أسس لعودة الصحراويين لم يعد له وجود ونحن نعيش عهد الديمقراطية ودستور 2011 ولا أريد أن أنعت بأنني عائد أو مؤسس لجبهة البوليساريو، لدي مسار كبير حظي باعتراف دولي وليس محلي، وما هو ملقى على عاتقي هو أن أناضل من أجل حقوق الإنسان ومن أجل الديمقراطية التي تضمن تساوي الفرص والتعدد الفكري في إطار ملكية ديمقراطية تحت جلالة الملك محمد السادس، حيث يمكنني في إطارها النضال على غرار باقي المواطنين أن أعبر عن وجهة نظري وأن نكافح من اجل السلم حتى تنتهي هذه المشكلة ( يقصد قضية الصحراء- المحرر) والتي هي في الحقيقة عائق كبير وفيها مشاكل إنسانية كبيرة جدا وأملي دائما هو أن يكون هناك سلم حقيقي في المنطقة وأعتقد أن الحل الحقيقي هو الحل الذي طرحه الملك الحسن الثاني رحمه الله والذي أطلق نداء " الوطن غفور رحيم " والذي يضمن لكل عائد المواطنة الكاملة والحق في تساوي الفرص، ونحن تنازلنا عن المشروع ولا يمكن أن نبقى بين قوسين ولا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيادي، لهذا لابد من روح جديدة في هذا الإطار وهو المنحى الذي أضحت تسلكة الدولة شيئا فشيئا، وينبغي علينا أن نناضل جميعا من أجل أن يكون هناك استقرار وسلم أهلي والذي لم يتحقق إلا من خلال المناصفة وتساوي الفرص.