الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد عطيف: مدينة جرادة تنبعث من رماد يأسها ومعاناتها

محمد عطيف: مدينة جرادة تنبعث من رماد يأسها ومعاناتها محمد عطيف

وأنا أتتبع ما يجري هذه الأيام من احتجاجات شعبية بمدينة جرادة ضد الفقر والتهميش والاستغلال، وهي الاحتجاجات التي ووجهت بالقمع والاعتقالات والحصار، عدت قليلا إلى منشورات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وخاصة كتاب "صمود واستمرار" فوجدت أن لهذه المدينة العمالية المرتبطة بمفاحم جرادة تاريخ طويل في التضحية والنضال من أجل العدالة الاجتماعية والعيش الكريم .

ففي الجزء الأول من هذا الكتاب نقرأ أن المكتب التنفيذي للك.د.ش قام في دجنبر 1988 ويناير 1989 بعدة خطوات نضالية وتضامنية مع مئات العمال الذين كانوا محاصرين بالمنجم 5 من طرف أعوان الشركة والسلطات المحلية وكانوا يعانون من البرد ومن الجوع، وكذلك مع المعتقلين من العمال ومن التلاميذ أيضا، والذين خرجوا في مسيرات سلمية تضامنا مع آبائهم، ومن ضمن هذه الخطوات :

- تنظيم مسيرات احتجاجية وتجمعات عمالية تضامنية والقيام بحملة الدعم المادي والمعنوي للمنجميين المضربين .

- تعاطف واهتمام كافة المنظمات الدولية، وعلى رأسها المنظمة الدولية للمنجميين في شخص كاتبها العام آلان سيمون الذي حضر صحبة السيدة مونيك فيل المحامية المنتدبة من طرف المركز الدولي للحقوق النقابية للوقوف على الوضعية المزرية واللاإنسانية لعمال مفاحم جرادة لمؤازرة العمال المعتقلين تعسفا .

- عقد المكتب التنفيذي للك.د.ش بتاريخ 25 يناير 1989 ندوة صحفية خاصة بهذا الموضوع لإطلاع الرأي العام الوطني والدولي على هذه الأوضاع اللاإنسانية، وهي الندوة التي كان لها صدى كبيرا في الداخل و الخارج .

هذه باختصار نبذة عن معركة من معارك عمال مفاحم جرادة في الماضي يمكن الاطلاع على تفاصيلها من الصفحة 261 إلى الصفحة 266 من الكتاب .

ويبقى السؤال العريض المطروح علينا جميعا الإجابة عليه هو: إلى متى يستمر البؤس والاستغلال والفقر والتهميش ينتقل من منطقة إلى أخرى، مخلفا ضحايا وندوبا في النفس ومعرضا شعبنا إلى شتى أنواع الحرمان في غياب توفير شروط العيش الكريم والضرورية وتوفير الكرامة لهذا الشعب الذي ضحى في الماضي ويضحي اليوم، وسيضحي غدا إلى أن ينال حقوقه المشروعة.