الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

رضا الفلاح:سقوط أسطورة الهيمنة الحميدة و سيناريوهات إعادة التوازن

رضا الفلاح:سقوط أسطورة الهيمنة الحميدة و سيناريوهات إعادة التوازن رضا الفلاح

تجتاز العلاقات الدولية، اليوم ،لحظة حرجة جراء دخول النسق الدولي في مرحلة تبحث خلالها قوى دولية و إقليمية عن إعادة التوازن للسياسة الدولية، كردة فعل اتجاه تصدع مشروع الهيمنة الأمريكية.

يجب أن نتذكر هنا "قانون" كينيث والتز و مفاده أن الهيمنة تستدعي إعادة التوازن. لقد  سقطت مقولة الهيمنة الحميدة بعدما أخفقت الولايات المتحدة الأمريكية في حربها العمياء ضد عدو لا مرئي اسمه الارهاب، و بإتباعها لرسم استراتيجي أنتج لها أعداء؛ بدل أن يضعها في موقع الريادة، و ضمان استقرار النظام الدولي.

و ما يعزز هذا الطرح هو سعيها للحفاظ على مناطق نفوذها المهددة باللجوء إلى سياسة خارجية تسقط قناع المثل النبيلة و تتبنى أسلوب التهديد العلني و الفج ضاربة بعرض الحائط كل أعراف الدبلوماسية و مبادئ القانون الدولي و ميثاق الأمم المتحدة.

و بناءا على ذلك، فالمتتبع لمواقف و سلوكات الولايات المتحدة الأمريكية منذ دخول دونالد ترامب للبيت الأبيض؛ لن يستغرب مما تدعيه اليوم بكل وقاحة في استراتيجية الأمن القومي أنها ستفرض السلام عن "طريق القوة"!

في نفس السياق، تبنت سفيرة الولايات المتحدة  لدى الامم المتحدة نيكي هالي نبرة التخويف الفض إزاء دول العالم و تعلنها صراحة  "الخميس، سيكون هناك تصويت ينتقد خيارنا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وستسجل الولايات المتحدة الأسماء" !!!

ثم تضيف: " الرئيس (دونالد ترامب) سيولي اهتماما كبيرا لهذا التصويت وطلب مني أن أخبره  بالبلدان التي صوتت ضدنا"!

أحد التفسيرات الممكنة لهذا السلوك هو ان شعور أمريكا بتقلص قدرتها للحفاظ على هيمنتها الكونية في مواجهة منافسة و تحالفات دولية يدفعها نحو العودة لفكر المحافظين الجدد الأصولي. و هو ما يعني التوجه نحو توظيف التفوق العسكري الأمريكي لاستدراج الدول الكبرى المنافسة إلى سيناريوهات الحرب الباردة قصد استنزافها في نزاعات متفرقة حول العالم. و في نفس الوقت، يمكن تفسير التلويح بالانسحاب من ضمان الأمن الأوروبي بمحاولة الضغط على الدول الأوروبية للدخول مجددا في  منطق التحالفات العسكرية وفقا لذهنية التيار الواقعي حيث يعرف الأصدقاء و الأعداء تبعا للمصالح.