قال عبد الرحمان بن لكحل، مدير الفدرالية البيمهنية المغربية للحليب، إن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب يشكل مناسبة للمهنيين من أجل عرض منتجاتهم الفلاحية وخاصة منها قطاع تربية الأبقار التي تعتبر نتيجة لسنوات من العمل المتواصل، وعن مشاركة الفدرالية البيمهنية المغربية للحليب أشار أن الدورة 11 من الملتقى عرفت حضور عدد هام من مربي الأبقار الحلوب من جميع مناطق المغرب وهو ما جعل منطقة تربية الأبقار تشهد إقبال منقطع النظير، حيث تم عرض 130 رأس من الأبقار.
وعن تطور مستوى اٌلإنتاج أشار بن لكحل أن مستوى الإنتاج عرف تطور مهم خلال هذا العام حيث وصل معدل إنتاج الحليب الى ما يفوق 9500 لتر للبقرة في السنة والذي يهم سلالة هولشتاين وسلالة مونبليار واللتين قدمتا نتائج تضاهي الدول المتقدمة.
وفيما يخص نتائج إنتاج الحليب أوضح أن منطقة سوس تحتل المرتبة الأولى فيما يخص معدل إنتاج الحليب لكل بقرة ثم منطقة الغرب وهما منطقتين رائدتان في الإنتاج الفلاحي بصفة عامة وإنتاج الحليب بصفة خاصة متبوعة بمنطقة الشاوية وبجهة فاس- مكناس.
وأشار أن تحقيق هذه النتائج لم يأتي من فراغ بل نتيجة وجود سلالات مختصة في إنتاج الحليب بالمغرب، وعلى رأسها سلالة هولشتاين وسلالة مونبليار الأبيض والأحمر، إذ يعد توفر السلالات المنتجة للحليب العامل الأساسي لتحسين الإنتاج ، الى جانب محيط البقرة الحلوب ( التغذية، العناية الصحية، التلقيح الإصطناعي اعتمادا على التكنلوجيا الحديثة للتناسل، ضمان المأوى المريح للأبقار).
وعن مدى خضوع إنتاج الحليب لمواصفات الجودة على الصعيد الدولي أشار أن نقطة الجودة تعد نقطة اهتمام مركزي لدى المهنيين، حيث تم أمس توقيع ميثاق الجودة تحت رآسة وزير الفلاحة عزيز أخنوش من طرف جميع الفاعلين ( منتجين، ومصنعين والفدرالية البيمهنية التي تجمعهم ) من أجل إنتاج الحليب بمواصفات الجودة المطابقة للمعايير الدولية ، مؤكدا ان هذا يتطلب عمل طويل جدا يبتدئ من الضيعة وصولا الى المصنع ومرورا بمراكز جمع الحليب من أجل تقديم حليب ذو جودة عالية للمستهلكين.
وذكر نفس المسؤول أن المغرب في الطريق الصحيح من أجل منافسة الدول الرائدة في هذا المجال مستقبلا موضحا ان المغرب يعد تجربة نموذجية بل التجربة الأولى على الصعيد الإفريقي ، وهناك أسواق واعدة في إفريقيا لتسويق الحليب المغربي من قبيل دول إفريقيا جنوب الصحراء ( السنيغال، بوركينافاصو، غينيا، ساحل العاج ) إضافة الى ليبيا التي تستورد حاليا منتجات حليبية مغربية، مبديا طموحه تسويق منتجات حليبية ببلدان الخليج مستقبلا.
يذكر ان حجم إنتاج الحليب في المغرب بلغ 2 مليار و 500 مليون لتر من الحليب سنويا، منها مليار و700 مليون لتر يتم تصنيعها، ويمثل الطابع العصري في الإنتاج والتصنيع والتعليب حوالي 72 في المائة أما الباقي فيظل ضمن القطاع غير المهيكل ، حيث يتم تسويقه بطرق تقليدية.
ويحقق إنتاج الحليب رقم معاملات يصل الى 16 مليار درهم ، منها 9 مليار درهم يستفيد منها الفلاحون بالعالم القروي، وهو ما يجعل قطاع إنتاج الحليب من القطاعات الأساسية التي تساهم في التنمية القروية، إذ يمكن الفلاحين من سيولة نقدية بشكل متواصل بخلاف باقي المنتجات الفلاحية.