خمس ليترات من البنزين صبها على جسده دفعة واحدة متوعدا بإحراق نفسه وتقديم جسده قربانا لمنصب شغل كان يشغله سابقا بشركة السميسي التي لم تستجب لمطالب العديد من أقرانه منذ أن استغنت عن خدماتهم وجعلتهم عرضة للتهميش والعطالة.. خمس ليترات من البنزين كادت أن تحول الحدث إلى محاكمة حقيقية لسياسة التشغيل بالمناولة بالحاضرة الفوسفاطية بعاصمة الرحامنة مدينة بن جرير لولا الألطاف الإلهية التي عطلت اشتغال الولاعة التي كان سيستعملها الضحية في إطلاق "شرارة البوعزيزي" لتطال بلهيبها من يخطط لمصير شباب الرحامنة الذين حطموا الرقم القياسي في المسيرات الاحتجاجية والوقفات والاعتصامات منذ "الخريف العربي" والحراك الاجتماعي سنة 2011. لقد أغمي على الشاب "البيضاوي" وتم نقله على وجه السرعة من مستشفى بن جرير صوب مدينة مراكش لتقديم الاسعافات اللازمة.

هذا الحدث الأليم عجل بالتئام الإطارات السياسية والحقوقية والجمعوية أمس الخميس 21 أبريل الجاري للإعلان عن مجموعة من الخطوات النضالية وإصدار بيان حول ملابسات قضية بوعزيزي الرحامنة.