الاثنين 20 مايو 2024
مجتمع

تجاوز محنة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان رهين بتصحيح أوضاعها الداخلية

 
 
تجاوز محنة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان رهين بتصحيح أوضاعها الداخلية

ستنطلق أشغال المؤتمر الوطني الحادي عشر للجمعية المغربية لحقوق الانسان ببوزنيقة؛ في ظروف من التضييق والمنع والحصار وممارسة مختلف الضغوطات، وهو مادفع القوى الديمقراطية والحقوقية لإدانة هذه الممارسات القمعية التي تسعى إلى وضع مختلف العراقيل أمام حركة حقوقية أصيلة ومناضلة؛ وذلك في سياق محاولة التحكم في المشهد الحقوقي واعادة هيكلته والتدخل في مساره وتهميش الأصوات الرافضة لأي تراجع أو انتكاسة والمدافعة عن استمرار النضال الحقوقي من اأجل إقرار حقوق الانسان على أرض الواقع...

هناك وعي من طرف المناضلين بدقة الوضع وصعوباته وتحدياته وضرورة الدفاع عن الجمعية وحمايتها كمكسب تاريخي للشعب المغربي الذي ساهم العديد من المناضلين في بناءها وتقويتها وتعزيز مكانتها داخليا وخارجيا، لكن هناك قناعة ان نجاحها في تجاوز هده المحنة رهين بتصحيح اوضاعها الداخلية وفي مقدتها تجاوز الاشكالات والاختلالات التي عاشتها على مستوى تدبير التنوع والتعدد والاختلاف و وضع حد لاي هيمنة لاي تيار على اجهزتها، فلا يمكن الا ستمرار في فرض الوصاية على الجمعية بدعوى تحصينها، التحصين الحقيقي هو بناء الثقة وتقوية العمل المشترك بين مختلف الحساسيات والتعاطي بحكمة ونضج مع هذا الواقع، واسترجاع كفاءاتها وطاقتها التي تعرضت للاقصاء أو التي ابتعدت لاسباب عديدة والتي شكل غيابها خسارة كبيرة .

المطلوب تعميق النقاش في الوضع التنظيمي واشكالاته ووظائف العمل الحقوقي وهويته وتحديد الاولويات في وضعنا الحقوقي وتجاوز النزعة الارادوية التي تتجاهل العديد من معطيات الواقع...

لقد واجهت الجمعية في مسارها التاريخي لحظات صعبة وحرجة ، لكن تغلبت عليها بالانتصار للحكمة وللعمل الوحدوي والجماعي، وما تحقق من تطور كان بفعل تلك الروح والنظرة العاقلة المتبصرة التي تغلب مصلحة مستقبل الجمعية على أي اعتبار.

لقد أبرزت التجربة أن الراسمال الحقيقي هو الرأسمال البشري، فلن تعوضه لا الامكانيات المادية أو المالية، لازالت الجمعية رغم التاكل الداخلي والنزيف الذي عاشته في السنوات الأخيرة، قادرة على مواصلة ما انقطع وترميم ما تكسر  و تصحيح الأخطاء ونقدها من طرف الجميع ، وذلك رهين بارادة حقيقية جريئة وشجاعة تدفع الجميع الى اعادة احياء المراحل الزاهرة التي لم تستطع القوى المناوئة لحقوق الانسان أن تتجرأ على استهداف وجودها وتهديده كما يحصل الآن، وأن يتوجه الجميع للعمل والالتزام من أجل انتصار قضايا حقوق الانسان أولا وأخيرا.