الأحد 28 إبريل 2024
فن وثقافة

جمعية المواهب للتربية للاجتماعية بالكارة ونادي القلم ينبشان في تاريخ المذاكرة المنسي

جمعية المواهب للتربية للاجتماعية بالكارة ونادي القلم ينبشان في تاريخ المذاكرة المنسي صورة تركيبية لمختلف لحظات اللقاء وملصقه

نظمت جمعية المواهب للتربية الاجتماعية ونادي القلم المغربي، بمدينة الكارة، أمسية ثقافية وفنية متنوعة، يوم السبت 25 نونبر 2017 تحت شعار "تاريخ المذاكرة بين تحديات النسيان ورهانات التنمية". وجاء هذا الحفل، حسب المنظمين، ليضفي بعض الدفء في أوصال هاته المدينة الجامدة ثقافيا، وكان هدفه صون الذاكرة الوطنية والرفع من شأن الإبداع والتاريخ.

وانطلق العرس الثقافي بفضاء مؤسسة دار الشباب زوالا حيث خصص لاستقبال الضيوف وفتح دردشة مستفيضة بين المدعوين اللذين قدموا من مدن مختلفة للاستمتاع بهذه اللمة الثقافية، مع دردشة طغى عليها شوق اللقاء حول حفل شاي متواضع وممتع. فقص شريط الأمسية مسيرها بكلمة تأبينية معبرة في حق الجمعوي والمربي "محمد فطين" أحد أبناء المدينة الذي وافته المنية مؤخرا. بعد ذلك تناول الكلمة على التوالي كل من رئيس جمعية المواهب للتربية الإجتماعية "عبد الله مسكيتو" ورئيس المجلس الجماعي للكارة "محمد مكرم"، اللذين عبرا عن أهمية مثل  هذه الأنشطة وعن الدور الذي تلعبه في استحضار الذاكرة عبر أنشطة ثقافية هادفة من أجل تنمية حقيقية لبناء المجتمع والإنسان على السواء. كما أتحف الزجال "عمر الحسناوي" برحابة صدر وابتسامة تخفي ورائها تساؤلات عريضة، الحضور ببعض من نصوصه الزجلية المعبرة التي لاقت انجذاب الجمهور لها، والذي لم يتوان في التعبير عن الإستمتاع بلحظة استثنائية لهذا الزجل الرائع.

تواصلت فعاليات هذه الأمسية بمداخلة وازنة حول "المذاكرة نواة المقاومة بالشاوية" من إلقاء الأستاذ الباحث في تاريخ الشاوية "نور الدين فردي" الذي تطرق إلى المراحل الأساسية التي سبقت احتلال الشاوية، مشيرا إلى كل الملابسات، قبل أن يتوقف طويلا عند الملامح البطولية لرجال ونساء المذاكرة في مقاومة الاحتلال الغاشم، منهيا تدخله عند الحديث عن الأبطال المقاومين الذين أظهروا حنكة وبسالة في التكتيك لمواجهة الاحتلال الفرنسي... وقد تواصل برنامج الحفل الثقافي والفني بوصلة موسيقية من أداء الفنان الراقي والملتزم "جمال الدين بك" الذي أمتع الجمهور الحاضر بكشكول من الأغاني الهادفة والجادة التي أعادت ذاكرة الحاضرين إلى سنين خلت، أيام كانت الأغنية الملتزمة تعيش أزهى أيامها، حيث تفاعلت القاعة مع الفنان جمال بك في لحظة صفاء ممزوجة بإلقاء معبر وجميل.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للأستاذ "عبد النبي غزال" في قراءة لكتاب "سطات" للمؤلف "شعيب حليفي" حيث أشار في ورقته التقديمية بأن المؤلف يملك منسوبا عاليا في حب المكان والإنتماء إلى الشاوية، فهي الشاهدة على صرخته الأولى وهو الشاهد على أمجادها وأفراحها وأقراحها. مضيفا بأن استمر المؤلف عشق الشاوية كما لم يعشقها الشعراء. فهي – يضيف الناقد – المبتدأ والخبر في مشروع سردي يمتد على مدى ربع قرن من الزمن لم يخفت معه نبض القلب وروح سارحة أبدا في تراب الشاوية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وفي تدخل لشعيب حليفي مؤلف كتاب "سطات" صرح بأنه لا توجد منطقة في المغرب قدمت شهداء بحجم الشهداء الذين قدمتهم الشاوية، متسائلا لماذا يتم نسيان تاريخ الشاوية؟ كما وضع سؤالا عريضا لماذا لا يبادر المسؤولون في الدار البيضاء، برشيد، سطات الكارة... بتسمية شوارع مدنهم بأسماء مقاوميهم أمثال الأحمر بن منصور الحاج بالحاج وآخرون؟، مضيفا بأن هؤلاء الرجال يستحقون وضع تماثيل وسط الساحات العمومية.

واختتم اللقاء بتوقيع " شعيب حليفي" لكتابه "سطات " الذي عرف رقما قياسيا من حيث اقتناء الحضور لهذا الكتاب، ثم تم توزيع مجموعة من الشواهد التقديرية.