الأحد 19 مايو 2024
مجتمع

عمال وعاملات النظافة بوزان ينتفضون..

 
 
عمال وعاملات النظافة بوزان ينتفضون..

الأربعة وعشرون ساعة التي توقفت فيها شغيلة قطاع النظافة عن العمل مطالبة بحقوقها، كانت كافية لتغرق مدينة وزان في النفايات المنزلية، ويتلوث فضاؤها. والأهم من كل ما سبق كان هذا التوقف الاضطراري بمثابة رسالة قوية موجهة لأكثر من جهة، ومنها الساكنة نفسها، من أجل المصالحة مع عاملات وعمال النظافة، وذلك بردم الصور النمطية البئيسة المتكلسة في أذهان البعض عن طبيعة العمل الذي ينجزونه بتفان على مدار اليوم، والانتقال إلى نسج علاقة معهم ومعهن قوامها احترام كرامتهم / هن، وتسييج حقوقهم وحقوقهن بجدار القانون، والإعتراف المواطن بالخدمات التي يقدمونها للمجتمع، وللبيئة، وللاقتصاد المحلي.

   ولأن الشركة صاحبة التدبير المفوض لقطاع النظافة لم تتجاوب مع دفتر المطالب الذي سبق ووضعته نقابة عمال وعاملات النظافة، ولأن تجريب أكثر من شكل نضالي خفيف لعل آذان من يهمهم الأمر تلتقط دقات جرس الإنذار، فتنخرط في الحوار باعتباره أهم آلية لمعالجة المشاكل، لم تنفع مع مقاولة محصنة ضد فيروس المواطنة، فقد تم الانتقال يوم الثلاثاء 5 أبريل إلى خوض إضراب لمدة يوم واحد، مصحوبا بمسيرة عمالية في اتجاه مقر العمالة.

  مطالب النقابة المؤطرة للعمال والعاملات الذين انخرطوا بشكل قوي في المحطة النضالية الأخيرة، والتي على أساسها شهد مقر الجماعة صباح يوم الأربعاء 6 أبريل اجتماعا طارئا، حضره بالإضافة إلى رئيس الجماعة، ممثل السلطة المحلية، وممثل مندوبية الشغل، وممثل وكالة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وممثل الشركة صاحبة التدبير المفوض للقطاع، وممثل عن النقابة المعنية، حيث يقول مصدر موثوق تابع أشغال الاجتماع، بأن الحوار انصب على مطالبة الشركة بتسوية وضعية العمال والعاملات مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي لأسباب مجهولة لم تضخ به المقاولة المعنية لشهور مستحقاتهم / هن المحددة بقوة القانون، كما أفرد اللقاء حصة زمنية للمطالبة بتسوية الساعات الإضافية، والتعويض عن الأعياد ، وتوفير بذلة العمل طبقا للمواصفات والكمية المحددتين في كناش التحملات. وأسدل الستار على اللقاء بمدارسة الأسباب المحيطة بتوقيف ثلاث عمال عن العمل.

   يذكر بأن ساكنة وزان التي كانت قد سجلت تقدما محسوسا في نظافة المدينة عند بداية انطلاق الشركة المعنية في تدبير القطاع، وصفقت لهذا الحضور الايجابي، سرعان ما ستقف على التراجع الكبير الذي لحق نظافة شوارعها وأزقتها، والتأخر الحاصل في جمع النفايات المنزلية. وحسب ما أفاد به "أنفاس بريس" أكثر من مصدر فإن كناش التحملات غير محترم، وأن المصلحة الجماعية المكلفة بتتبع نشاط الشركة، متهاونة لغرض في نفس يعقوب.