الاثنين 16 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

محمد أجغوغ: لغم وثائق باناما أكبر لغم يمكن أن يفجر شعبا لا يعي جيدا كيد أعدائه

محمد أجغوغ: لغم وثائق باناما أكبر لغم يمكن أن يفجر شعبا لا يعي جيدا كيد أعدائه

تبعا للمقال الذي نشرته في جريدة "أنفاس بريس" المعنون بـ "هل يستخف الغرب بنا أم يستحمرنا" ارتأيت أن أدلو بدلوي في مقالي هذا الذي أريد منه أن نكون جميعا شعبا وأحزابا وجمعيات وحركات احتجاج قد استوعبنا ما آلت إليه الأوضاع في كل من ليبيا والعراق ومصر وجميع الدول التي اجتاحها الربيع الذيمقراطي. قد نطرح سؤالا جميعا ونقول: هل ما تعيشه بعض الشعوب حاليا أحسن من ديكتاتورية حكامها؟ أعتقد أن الجواب واضح وقد لا يختلف معي إلا الأحمق أو الشاذ سياسيا وحالة الشواذ لا يقاس عليها. إن ديكتاتورية حسني مبارك أو القدافي... أحسن لشعوبهم من الفتنة والأحداث الدموية التي يعيشونها إلى يومنا هذا، انعدام الأمن وانتشار المجاعة والأوبئة وركوب قوارب الموت كانت نتيجة حتمية لشعوب أرادت استبدال حكامها. إن ما وقع لهذه الشعوب هو عمل مدبر ومصمم له، الإمبريالية والرأسمال غير من استراتيجيته ومصالحه ونظر في الفوضى وعدم الاستقرار متنفسا له في المناطق التي استهدفها. هكذا تنفست تجارة الأسلحة وانخفض سعر النفط وأصبح الجميع يستنجد بالهيئات الحقوقية الحكومية وغير الحكومية للخروج من عنق الزجاجة، لو عملنا احصاء واستقراء للشعوب التي تعيش حالة الفوضى وعدم الاستقرار والأمن لوجدناهم نادمين عن حكام كانوا فعلا رمزا للفساد والديكتاتورية. لكن كانوا مؤمنين للبلاد والعباد. إن ما أصاب هذه الشعوب هو نتاج لمنطق جديد فرضته المصالح الغربية والأمريكية والروسية. فهؤلاء لا يبدون أي اهتمام لما تعيشه هذه الشعوب من قتال وتناحر وظهور حركات متطرفة مغتصبة، بل يهمهم في كل ما يجري ما يستنفعون به من مصالح سياسية واقتصادية..... إن ما وقع كما سبق لي الذكر في المقال الذي أشرت له هي أمطار شر لوثائق الويكيليليكس. فقد خطط للأمر وكانت تسريبات ويكيليكس مدخلا أو ريحا سبقت أمطار التغيير التي أدت بالشعوب إلى الهاوية، ريح وثائق باناما كذلك يريدون من خلالها كذلك أمطار تقلع ما تبقى من الشعوب التي صمدت إبان أمطار التغيير التي زفت بها ريح وثائق ويكيليكس. لكن لقد فهمنا الدرس ويجب ألا نسقط في الفخ الذي يريده لنا أعداؤنا وخصومنا، فخ الاحتجاج على مضامين وثائق باناما ولا ندري أين تجرف بنا الأحداث. ما وقع في باناما أمر يعرفه الغرب والأمريكان جيدا ويعرفون الحيثيات وأدبيات إيداع الأموال في باناما، ونتساءل جميعا إذا كانت الأمور خارجة عن القانون فكيف للأبناك أن تقبل بها وكيف لهؤلاء ومند أربعين سنة وهم يتعاملون مع زبنائهم بحرية؟ ما السبب أو الأسباب الحقيقية التي أخرجت هذا الملف إلى الوجحود، أي ملف وثائق باناما ليصبح العنوان الرئيسي في جميع الوسائل الإعلامية الرسمية وغير الرسمية. أكيد جدا أن شيئا ما يجري ويحضر له، وأعتقد وكما سبق لي القول إن الغرب والأمريكان يريدون إدخال ما تبقى لهم من الشعوب التي صمدت إبان أحداث الربيع الديمقراطي في مستنقع من الحرب والقتال وعدم الاستقرار والأمن، لهذا يجب علينا أن نستوعب الدرس من تجارب الشعوب التي تسابقت إلى استبدال حكامها وهي تسعى لحياة أكثر ديمقراطية، لكن سقطت فيما لا يحمد عقباه. الديمقراطية تأتي وتبنى عندما تنضج العقول والشعوب ولا يمكن أبدا أن تسلم الديمقراطية لشعب جاهل فتسقطه فيما أسقطت فيه من قتال وحرب ومجاعة. أعتقد أن الشعب المغربي شعب يتميز بخصائص لعل أهمها هو التبصر والحكمة وبتبصرنا وحكمتنا يمكن أن نتجاوز جميع الألغام التي يزرعها لنا الأعداء ويعتبر لغم وثائق باناما أكبر لغم يمكن أن يفجر شعبا لا يعي جيدا كيد أعدائه.