الاثنين 20 مايو 2024
مجتمع

محمد الضو السراج: تعيين مدير جديد على رأس قناة السادسة غير كفيل برفع نسب المشاهدة

 
 
محمد الضو السراج: تعيين مدير جديد على رأس قناة السادسة غير كفيل برفع نسب المشاهدة

يرى الإعلامي محمد الضو السراج أن إعفاء إدريس ألحيان من إدارة القناة السادسة غير مرتبط بتاتا بتصريح إلياس العماري الذي اتهم فيه الإعلام الديني الرسمي بنشر التطرف، مشيرا إلى أن القناة يحكمها خط تحريري واضح، فهي تتبنى الخطاب الديني المعتدل، موضحا أن التغيير الذي شمل رأس القناة كان يجري الحديث عنه منذ حوالي ست أشهر، مؤكدا أنه تغيير ذو طبيعة إدارية محضة ولن يؤدي الى تغيير في طبيعة القناة وفي خطها التحريري الذي يتجاوز مسؤولية المدير الى القائمين على القناة (المجلس العلمي الأعلى، وزارة الأوقاف).. داعيا إلى وضع سياسة بديلة لقناة محمد السادس للقرآن الكريم وتغيير مظهرها وشكلها الخارجي والانفتاح أكثر على المجتمع بتبني الحداثة الدينية لحماية الأمن الروحي للمغاربة من اختراقات القنوات الدينية المشرقية التي تنشر خطاب التحريض والتطرف.

+ في أي سياق يمكن إدراج الإعفاء الأخير لمدير قناة السادسة إدريس ألحيان وتعيين عبد الإله الحليمي بدلا عنه، وهل يمكن ربطه بالاتهامات الأخيرة للإعلام الديني الرسمي بنشر التطرف والتي جاءت على لسان إلياس العماري؟

- أعتقد أن اتهام الإعلام الديني الرسمي بنشر التطرف يحمل نوع من المبالغة، علما أن هناك خط تحريري واضح يحكم عمل قناة محمد السادس للقرآن الكريم. فهي تتبنى الخطاب الديني المعتدل طبقا لتوجهات المجلس العلمي الأعلى وتوجهات الدولة بصفة عامة، من الممكن أن تحدث أحيانا بعض الانزلاقات من خلال بعض الآراء المتطرفة لبعض الفقهاء ضمن برنامج معين.. لكن هذا يبقى حالة شاذة ولا علاقة له بالخط التحريري للقناة بصفة عامة. وأؤكد أن التغيير على رأس قناة السادسة لا علاقة له باتهام إلياس العماري للقناة بنشر التطرف، إذ كان يجري الحديث عنه داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة منذ ستة أشهر، وهو تغيير ذو طبيعة إدارية محضة، كما أن تعيين مدير جديد لن يؤدي إلى تغيير في طبيعة القناة وفي خطها التحريري، فالأمر يتجاوز المدير ويتطلب خطة من طرف القائمين على القناة (المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف) الذين يحددون الخط التحريري العام للقناة، في حين يبقى التدبير الإداري والمالي وما يتعلق بالإنتاج من اختصاص المدير والإدارة العامة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.

+ أنت تنفي وجود انزلاقات داخل قناة السادسة، ولكن ما يلاحظ أن القناة أضحت في عزلة تامة عن المشاهدين المغاربة، فهل هذا التغيير يروم تحقيق المصالحة مع المشاهد؟

- لابد من التوضيح أن قناة السادسة لا تخضع لقياس نسبة المشاهدة من طرف الهيئة المختصة .

+ لماذا؟

- لست أدري.. علما أن قياس نسبة المشاهدة تخضع لها قنوات الأولى، الثانية، ميدي1 تي في، جميع الإذاعات، فقناة السادسة لا تدخل ضمن سلم الإحصائيات المعتمد من قبل الهيئة المشرفة على قياس نسبة المشاهدة.

+ ولكن عددا من المواطنين الذين التقينا بهم لا يكادون يعلمون بوجود قناة تحمل اسم "السادسة"؟

- نسبة مشاهدة القناة موجودة تبعا للاتصالات التي تتوصل بها القناة، فالقناة تبث أرضيا وفضائيا كما أنها تدخل ضمن باقة قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مع الإشارة إلى نسبة مشاهدة قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تراجعت مؤخرا بسبب المنافسة الشديدة للقنوات العربية. وأعتقد أن نسبة مشاهدة قناة السادسة لن تكون كبيرة، علما أن عددا هاما من المغاربة يتتبعون قناة "إقرأ" بنسبة أكبر بحكم أقدميتها رغم أنها تحمل خطابا متطرفا وخطابا تحريضيا.. لكن لا يمكن إنكار أنها تحظى بنسبة مشاهدة من قبل المغاربة.. وفي غياب أرقام دقيقة تتعلق بنسبة مشاهدة قناة "السادسة" لا يمكننا إصدار أحكام جزافية.

+ وماذا عن اختراق الأذرع الإعلامية للوهابيين والشيعة لبيوت المغاربة، وهل تعيين مدير جديد جاء في سياق حماية الأمن الروحي للمغاربة من هذه التأثيرات؟

- تعيين مدير جديد بحد ذاته غير كفيل برفع نسبة المشاهدة أو القيام بالتسويق والتواصل، فهناك أقسام ومديريات أخرى مكلفة بالأمور المالية والتقنية والإدارية .

+ أنا لا أقصد مدير القناة بشكل مباشر، بل أقصد صناع القرار، فهل هذا التعيين يدخل ضمن سياق وضع حد لاختراق القنوات المشرقية حماية للأمن الروحي للمغاربة؟

- إذا كان هاجس صناع القرار هو حماية الأمن الروحي للمغاربة، فليضعوا سياسة بديلة للقناة.. فلحد الآن ليست هناك سياسة بديلة ولا شيء تغير لحد الآن. فخطاب قناة السادسة تقليدي جدا.. لذا لابد من تبني الحداثة الدينية بالانفتاح أكثر على المجتمع المغربي كي لا نترك فراغات قد تملأها القنوات الدينية المشرقية التي تنشر التطرف وخطاب التحريض. وأعتقد أن الدولة تتبنى هذا النوع من الخطاب. لذا لابد من التصدي للمشاكل التي يعيشها المجتمع من طرف القناة من قبيل قضايا الانحراف والإدمان والعنف وتربية الأطفال، والتي يستمدها الناس من متابعة القنوات المشرقية.. كما أن حديث القناة عن تبني المنهج الديني المعتدل لا يبرر بث برامج غارقة في التقليد يظهر من خلالها عالم بجلبابه يلقي الخطب.. لابد من إدخال تغييرات على مظهر القناة وشكل القناة، فظهور عالم بلباس عصري وربطة عنق لا يتنافى مع الدين، ولابد من تكيف الدين مع المجتمع وليس العكس.