فشل عمدة الدارالبيضاء عبد العزيز العمار في أول اختبار حقيقي له، إذ مع تهاطل الأمطار طيلة (اليوم) الأربعاء، تعرضت الدارالبيضاء إلى قطع أهم شريان طرقي يربطها بشمال المغرب، ويتعلق الأمر بالطريق السيار الحضري عند مقطع البرنوصي (معمل ريشبوند)، إذ أن سيول الأمطار التي تساقطت اليوم أدت إلى إغراق العديد من السيارات التي اضطرت معها السلطات إلى الاستعانة بالعديد من سيارات الديبناج لانتشال ما يمكن إنقاذه من أمتعة المواطنين المحتجزة داخل السيارات. وبالنظر إلى فداحة الموقف أرغمت السلطات الأمنية على تحويل مجرى السير ومنع المرور من الطريق السيار الحضري.
المعلومات التي توصلت إليها "أنفاس بريس" تشير إلى أن المصالح البلدية كانت على علم بالنشرة الإنذارية الصادرة عن الأرصاد الجوية. لكن عمدة الدارالبيضاء لم يتعامل معها بالحزم اللازم، ربما لأنه حديث العهد بالتجربة ويفتقد لمستشارين أكفاء.
الطامة الكبرى، حسب مصادرنا، هي أن مجلس بلدية الدارالبيضاء ظل يرفض برمجة المشروع الخاص بتصريف مياه الأمطار من الحي الصناعي أهل لغلام إلى قنطرة كَوديير وفولفو بحي القدس، وهو المشروع المعروف بـ HA.
رفض المجلس البلدي للدارالبيضاء لهذا المشروع يعود إلى كون ممثلي مقاطعتي البرنوصي وسيدي مومن لا يدافعون عن المشاريع الكبرى بعمالة البرنوصي التي تنتج - يا حسرة - 10 في المئة م الناتج الداخلي الخام بالمغرب، لكنها لا تتوصل حتى بالفتات بما يحفظ لها الحق في التنقل والانتفاع بممتلكاتها.
للإشارة، فإن الطريق السيار الحضري صرفت عليه للتو 50 مليار سنتيم لوسيعه على أساس أن ينجز بالتوازي مع مشروع توسيع الأوطوروت، وهو المشروع المشار إليه أعلاه الخاص بتجميع مياه الأمطار المعروف بـ HA.
