الجمعة 27 سبتمبر 2024
مجتمع

على باخرة "كرانس مونتانا".. فكرات يبحر في محاور التنمية المستدامة بالمغرب

على باخرة "كرانس مونتانا".. فكرات يبحر في محاور التنمية المستدامة بالمغرب

خلال الندوة التي نظمتها "الإيسسكو" في موضوع -العمل البيئي الدولي المشترك الأولويات والآفاق- في إطار النشاط الموازي لمنتدى "كرانس مونتانا" في دورته الثانية المنعقدة بالداخلة والذي تواصلت أشغاله عبر الباخرة مساء الإثنين 21 مارس الجاري، عرض عبد الواحد فكرات الكاتب العام لوزارة البيئة التجربة المغربية في طريقة اندماجها في منظومة التعاون الدولي في مداخلة بعنوان (المغرب على درب التنمية المستدامة):

فذكر بأن الموضوع سيتناوله على مستوى ثلاثة محاور، الأول ويتعلق بالجواب على السؤال عن ما هو مشكل الأرض؟ مبينا بأنه يتم الحديث دائما عن الأعراض التي يعاني منها الكوكب دون الحديث عن مصدر هذه الأعراض التي تتمثل في الحروب وانعدام السلم والعدالة، والبطالة والتغير المناخي وغيرها. واعتبرها كلها نتائج نمط الحياة السائد والذي يجعل - مثال - للتنمية منذ القديم يبني على منطق استهلاك الموارد واستنزافها، واليوم أصبحت البشرية في حاجة إلى تغيير وإعادة النظر في نمط الحياة. هذا وذلك من أجل الوصول إلى نمط أخر من شأنه التخفيف من الأعراض التي تشكو منها الأرض، وخاصة مشكل التغيير المناخي الذي يعتبر أساسيا.

أما المحور الثاني فتطرق فيه فكرات إلى ما يقوم به المغرب في هذا االمجال، مشيرا بأن مسألة البيئة في المغرب حظيت بالإهتمام منذ مدة طويلة، وقد اتخذت فيها قرارات ذات رؤية بعيدة سواء من طرف المرحوم الملك الحسن الثاني أومن طرف الملك محمد السادس. وهي قرارات مكنت من وضع المغرب في طريق جد صحيحة نحو التنمية المستدامة. وذكر من بين هذه القرارات الإطار القانوني والتشريعي لكل القضايا المرتبطة بالبيئة. وهذا الإطار وإن كان ضروريا فليس كافيا كذلك، حيث يقول فكرات تم العمل على إحداث ميثاق خاص بالبيئة، وقد تم تحويله إلى استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة والتي تنتظر فقط المصادقة عليها من طرف الحكومة قصد اتخاذها الصفة الإلزامية من طرف سائر الوزارات وعلى مستوى السياسات القطاعية.

ويضيف فكرات بأنه إضافة إلى ذلك تم العمل على تطبيق  اللامركزية واللاتركيز، وذلك من أجل انخراط الجماعات الترابية والمشاركة في التنمية بعدما مر المغرب إلى درجة أرقى بتنزيله  للجهوية المتقدمة، وتم من جهة أخرى وضع الآليات التي تمس كل الإشكاليات التي لها علاقة بالتغير المناخي مع تأكيد المغرب

على حقه في تمويلات دولية تجاه المسؤولية التاريخية للدول المتقدمة التي تعتبر بأن تطورها كان له تأثير سلبي على البيئة من حيث التلوث، وبالتالي عليها اليوم أن تكون مستعدة لتساعد  الدول التي تسعى إلى التطور.

وأوضح فكرات بأنه بالمغرب تم تأسيس ترسانة في منظومة التنمية المستدامة من الطاقة المتجددة الشمسية والريحية كان هذا بإرادة من الدولة دون أن تكون مجبرة على ذلك من المنتظم الدولي، والمغرب اليوم يهيء لمؤتمر المناخ 22 خلال هذه السنة.

وركز المحور الثالث في مداخلة الكاتب العام لوزارة البيئة على مؤتمر المناخ المقبل بمراكش، فأشار بأن هذه التظاهرة كان لها خطان أساسيان هما خط تفاوضي بين الحكومات التي تحاور وتقرر، وخط آخر يتعلق بكل المبادرات من المؤسسات غير الحكومية من مجتمع مدني وقطاع خاص إلخ..

ويرى فكرات بأنه يمكن الحديث اليوم عن خط ثالث بدأ يتبلور هو خط الضمير العالمي، ويمثله رجال العقيدة وكل ما له علاقة بالدين وبالضمير. واعتبر بأن هذا الخط سيكون حاضرا بقوة في مؤتمر مراكش حول المناخ، وهو ما سيقوي الأمل في تغيير مثال نمط الحياة من أجل السير قدما نحو تنمية تحترم الموارد وتمكن توزيعا منصفا بين البشرية وتحقق العيش الكريم لسائر سكان العالم.