الجمعة 26 إبريل 2024
في الصميم

لن يحل ملف الصحراء إلا إذا حررنا الجزائر من عسكرها الإرهابي

لن يحل ملف الصحراء إلا إذا حررنا الجزائر من عسكرها الإرهابي

 1 - لماذا دخلت إلى المنطقة العازلة بين المغرب والجزائر؟

 2 - لماذا رفعت شارة النصر للبوليزاريو؟

 3 - لماذا انحنيت أمام علم البوليزاريو؟

 4 - لماذا ذكرت لفظة احتلال المغرب للصحراء؟

هذه هي الأسئلة التي كان من المفروض أن يجيب عنها بان كيمون، الأمين العام للأمم المتحدة لرد الاعتبار للمغرب عقب الإهانة التي صدرت عنه. إلا أن سوء تقديره أو سوء علمه من كون الصحراء، كما أو عز له كريستوفر روس، قد أنهكت المغرب وبأن الجبهة الداخلية هشة، جعله كأمين عام (ومبعوثه كريستوفر) يصطدمان بكون قضية الصحراء بالمغرب لم تكن أبدا قضية المؤسسة الملكية أو الحكومة، بل هي قضية شعب بأكمله، بدليل ذاك التسونامي الذي تدفق على الرباط في مسيرة مليونية أرسلت رسالة مفادها أن الجبهة الداخلية محصنة ومتراصة حول كل ما يهم الوحدة الترابية للمغرب. الرسالة الثانية تهم القرار المغربي المتمثل في مراجعة حضور المينورسو ومراجعة حضوره العسكري في مهام حفظ السلم الأممي بالعالم، وهو «ميساج» معناه أن المغرب كدولة تساهم في منظومة الأمم وليس «جماعة ديال البانضية» يتقاضون أجورهم من ميزانية وزارة الدفاع الجزائرية. إذ لما ينسحب المغرب من بؤر ملتهبة كإفريقيا الوسطى، أو الكونغو أو الكوت ديفوار، فإن السؤال الحارق الذي يطرح هو من سيعوضه؟ خاصة وأن معظم الدول لا تتوفر إما على الموارد البشرية الكافية والمدربة أو منشغلة بتمزقاتها وصراعاتها الداخلية أو تخاف من أن تلحف النار جنودها. الدليل على ذلك أن جمهورية إفريقيا الوسطى كانت أول من عانى من الزلزال الارتدادي للقرار المغربي، حيث التمست رسميا من المغرب ألا يسحب جنوده من ترابها بالنظر إلى فعالية وجودهم وحاجة إفريقيا الوسطى إلى خدماتهم لتثبيت السلم هناك.

المغرب كسب الجولة الأولى من أبرز مؤشراتها:

1 - أن مجلس الأمن لم يساير الأمين العام في طرحه في الاجتماع الاستثنائي الذي عقده يوم الجمعة 18 مارس 2016 

2 - أن القوى العظمى جددت مواقفها السابقة من ملف الصحراء ومن مبادرة الحكم الذاتي (البيان الروسي المغربي عقب الزيارة الملكية، الموقف الفرنسي، البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية).

إلا أن ذلك لا يعني أن يركن المرء إلى الاطمئنان، فهناك محطة أخرى مازالت تنتظرنا وهي محطة أبريل القادمة والخاصة بالتداول الدوري لمجلس الأمن في قضية الصحراء على هامش التمديد أو عدم التمديد لبعثة المينورسو. هذه المحطة تتميز بتقرير يرفعه الأمين العام، وهو تقرير يصاغ عادة من مبعوثه الشخصي الذي يعتمد على تقارير المينورسو وتقارير مهام حفظ السلام الأممية ورسائل البوليزاريو ورسائل شيوخ الصحراء وخطب الملك ومواقف المغرب، ثم يضمن التقرير خلاصاته وبصماته.

هذه المحطة (محطة أبريل) تمثل فرصة ذهبية للمغرب لإبراز ما كان يقوله رسميا في كل المناسبات من أن نزاع الصحراء لا يهم المغرب والبوليزاريو فقط، بل هو نزاع يهم المغرب والجزائر بالأساس خاصة بعد التسريبات الجديدة التي تم بثها من طرف قناة «ميدي 1 تي في» يوم 20 مارس 2016، بشكل حصري أظهر بالملموس تورط جنيرالات جزائريين يحرضون ضد المغرب ويحرفون ميثاق الأمم المتحدة حول حسن الجوار ويعبئون انفصاليين ضد دولة عضوة بالأمم المتحدة، بل وإقدام الجنرال سعيد شنقريحة (قائد قطاع تندوف) على وصف المغرب بالعدو رقم واحد للجزائر في ملف الصحراء. المغرب ليس له بترول أو غاز ليقدم الرشوة للمنظمات الحقوقية الدولية أو للحكومات أو للديبلوماسيين الأمميين، ولكن لديه أشرطة تسجيل صوتي وحجج حول تورط عسكر الجزائر في زعزعة استقرار المنطقة وتورطهم في صناعة الجماعات الإرهابية وتسخيرها لضرب مصالح دول أعضاء بالأمم المتحدة.

المرحوم الحسن الثاني كان رحيما بالجزائر وجنب جيشها الإهانة حينما أمر جنود المغرب بالعودة من تندوف وعدم الزحف على الثكنات الجزائرية في 1963 و1976، لكن يظهر أن اللؤم هو أهم صفة يتميز بها جنيرالات الجزائر.

على المغرب أن يستغل أشرطة «ميدي 1 تيفي» على المستوى الدولي على أوسع نطاق ليعرف العالم أن الجزائر تحكمها طغمة إرهابية وليست عسكرية. فالعسكري بالعالم له شرف (HONNEUR) ألا وهو ألا تصل الخسة به إلى حد التواطؤ مع الإرهابيين لقتل المدنيين. وصدق من قال بأن الصحراء لن يتم طي ملفها إلا إذا استطعنا تحرير الجزائر من عسكرها الإرهابي.